بيار بو عاصي: الاعتداءات الإسرائيلية جريمة سيادية وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته

أدان النائب بيار بو عاصي بشدة ضمن برنامج أحداث في حديث عبر صوت كل لبنان الغارات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، واصفاً إياها بـ”الانتهاك السافر لسيادة الدولة اللبنانية” ولفت إلى أن إسرائيل تمعن في استباحة الأجواء والمدن والقرى اللبنانية، وتستهدف المدنيين، ما يوجب موقفاً وطنياً موحداً لإدانة هذه الاعتداءات والعمل على مواجهتها دبلوماسياً.

وقال بو عاصي: “المطلوب تفعيل كل إمكانات لبنان الدبلوماسية، ووزير الخارجية يوسف سلامة يقوم بجهد كبير، ولكن لا يكفي، على المجتمع الدولي – وتحديداً اللجنة الخماسية والأمم المتحدة – أن يتحمل مسؤولياته”.

وفي ردّه على سؤال حول فعالية الاتصالات الدبلوماسية، أقر بأن النتائج على الأرض تشير إلى فشلها، مشدداً: “المدنيون يُقتلون، والممتلكات تُدمَّر، وهذا غير مقبول إطلاقاً”.
ورفض بو عاصي ربط الاعتداءات الإسرائيلية بسلاح “حزب الله”، قائلاً: “لا يمكن تبرير انتهاك السيادة تحت أي ذريعة تسليم السلاح للدولة اللبنانية أمر يجب أن يُناقش، لكن ليس بهذه الطريقة لا يجوز التذرّع بسلاح الحزب لتبرير القصف الإسرائيلي”.

وأضاف: “هناك من يبرر الغارات لأنها تطال حزب الله ومحيطه، بحجة أن الحزب لم يسلّم سلاحه. لكن الحقيقة أن كلما تقاعست الدولة في معالجة هذه المسألة، تمادت إسرائيل في استهداف لبنان”.
وأشار إلى أن المشكلة الأخطر اليوم هي أن بعض اللبنانيين باتوا يتمنون، في قرارة أنفسهم، أن تهاجم إسرائيل “حزب الله”، قائلاً: “هذا الواقع هو الأخطر، وقد أوصلنا إليه أداء الحزب نفسه”.

أكد بو عاصي أن “السيادة اللبنانية يجب أن تكون أولوية”، محذّراً من إعادة إحياء أطماع بعض الأنظمة المجاورة بلبنان، كما حصل مع النظام السوري في السابق.

وفي تعليقه على بيان الجيش اللبناني الذي لوّح بتعليق التعاون مع اللجنة الخماسية، أبدى بو عاصي تحفظاً قائلاً: “الجيش مؤسسة أمنية، وليس من مهامه اتخاذ أو إعلان مواقف سياسية. هذه مسؤولية الدولة والحكومة مجتمعة”.
رأى بو عاصي أن الدولة اللبنانية اليوم استعادت بعض حضورها من خلال وجود رئيس جمهورية وحكومة ومجلس نواب فاعل، داعياً إلى استثمار هذا الواقع في العمل الدبلوماسي ونسج شبكة أمان دولية تحمي لبنان من الانزلاق إلى حرب مدمرة.

واعتبر أن “الخيار العسكري جرّبناه ونعرف نتائجه: دمار واسع واحتلال، بينما الخيار الدبلوماسي، وإن لم يحقق كل المطلوب، لا يزال الوسيلة الأفضل لحماية لبنان”.

أشار بو عاصي إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة ليست ذات أهداف أمنية بقدر ما هي مرتبطة بمكاسب سياسية داخلية في إسرائيل، وخصوصاً لمصلحة بنيامين نتنياهو، الذي “يحاول توظيف الضربة في صراعاته السياسية والقضائية”.
وأوضح: “الضربة جاءت بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت، في محاولة واضحة لتعزيز الموقع التفاوضي الإسرائيلي في ظل المفاوضات النووية مع طهران، لا أكثر”.

ختاماً، حذّر بو عاصي من انزلاق الأمور بشكل غير محسوب: “التصعيد لا أحد يعرف كيف يبدأ وأين ينتهي من الممكن أن تشتعل حرب مدمّرة من شرارة صغيرة لا نريد للبنان أن يكون وقوداً لصراعات إقليمية يجب أن نحمي بلدنا عبر الدولة وحدها، وبالوسائل الدبلوماسية”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى