العدّ العكسي للانتخابات البلدية انطلق… على وقع التوتر الأمني

جاء في جريدة “الانباء الالكترونية”: فيما ينصبُ الاهتمام الداخلي على مجريات الانتخابات البلدية، يُهيمن الخوف مجدداً على اللّبنانيين من اندلاع شرارة الحرب إثر الضربات الإسرائيلية التي طالت مؤخراً الضاحية الجنوبية، في وقتٍ لا تُغادر فيه المسيّرة المعادية الأجواء اللّبناينة في محاولةٍ لدبّ الذعر في النفوس، وإيذاناً بعودة شبح الحرب في أيّ لحظة طالما أنَّ ما من تقدّم على مستوى تسليم سلاح “حزب الله” وتبعاته، في ظلّ استمرار التهديدات الإسرائيليّة وما قد ينتج عنها من تداعيات خطيرة في الأيام المُقبلة.

تعاون مطلوب من “الحزب”

ووسط الأجواء الضبابية، لفتت مصادر مواكبة الى ان “حصر السلاح بيد الدولة واعادة الاعمار المطلوبَين من قبل الدول الكبرى والمجتمع الدولي، يتطلبُ تعاوناً من “الحزب” لاسيما انه وافق على ما نص عليه اتفاق وقف اطلاق النار، مشيرة في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ موضوع السلاح وربطه بالمفاوضات الايرانية الأميركية يحتّم البحث عن طرق جديدة في الداخل اللبناني، من خلال انخراطه في كنف الدولة اللبنانية، تحسبًا لأي تسوية مُرتقبة، كما أن تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية التأخير في اعادة الاعمار يُعدّ في غير مكانه.

القرار اتخذ

تزامناً، وغداة الغارة الاسرائيلية المفاجئة على قلب الضاحية الجنوبية، وفي ظلّ المزاعم الإسرائيلية من أن إسرائيل أبلغت واشنطن قبل تنفيذ الغارة، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القسم وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي في البلاد، مشدداً على أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملا جنوب منطقة الليطاني وفقا للاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علماً ان وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة ما يتطلب وقتا لاستكمال مهماتها.

عون لفت الى ان “العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش الى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، فيما يعد الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال أمراً ضرورياً ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها”.

المقاومة ملتزمة

توازياً، أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار الذي عقد مسبقاً، لافتاً إلى أن إسرائيل خرقت واعتدت أكثر من ثلاثة آلاف مرة، مطالباً الدولة اللبنانية بالتحرك بشكل أكبر، بشكل يومي ومتفاعل لوقف هذه الاعتداءات.
وإذ تطرّق قاسم إلى مسألة إعادة الإعمار، اعتبرَ أن الحكومة تأخرت كثيراً، وهذا الأمر من واجبها، إذ إنه بشكل عام أي دولة مسؤولة عن مواطنيها، والمواطنون في لبنان من مختلف المناطق اعتدت عليهم إسرائيل، لهم حق على الدولة اللبنانية أن تُعمّر هذا البلد، مشيراً إلى تعاون مشترك بين حزب الله وحركة أمل، في الانتخابات البلدية المقبلةمع وجوب توفر أرضية معيّنة على المستوى السياسي لتُساعد على إنجاز الانتخابات بطريقة صحيحة، ونتمكن من استثمار هذه الانتخابات في إطار بناء الدولة.


تحضيراتٌ لمواكبة الاستحقاق البلدي

بالتزامن، وعلى مسافة أقلّ من أسبوع على المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تجرى الأحد المُقبل في محافظة جبل لبنان، أُطلقت غرفة العمليات المركزية الخاصة في وزارة الداخلية والبلديات بحضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار، الذي أعلن أن الوزارة جاهزة للاستحقاق البلدي ويجب أن يتم بوقته، مشيرًا الى أنّ لدينا قوى أمنية وجيشا فاعلا على الأرض.
أما رئيس الحكومة نواف سلام فأكّد أن الانتخابات البلدية والإختيارية ستتم في موعدها المقرر، مشدداً على أنها استحقاق دستوري وديمقراطي وأن الحكومة قد التزمت بتنظيم هذه الانتخابات.


مفاوضات على قدم وساق

إقليمياً، تسير المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران على قدم وساق حيث يتم التحضير للجولة الرابعة قريباً، في ظل محادثات يجريها فريق فنيّ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع خبراء نوويين في طهران.
وفي خضم المحادثات، أطلق رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدات بتدمير المفاعلات النووية الإيرانية، الأمر الذي إستدعى رداً من مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن إيران سترد فوراً على أي هجوم سيستهدفها.
واعتبر المسؤولان أن “وقاحة نتنياهو جديرة بالملاحظة، إذ يسعى ليملي على الرئيس ترامب ما يمكنه أو لا يمكنه فعله في دبلوماسيته مع إيران”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى