بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟

ضربت سلسلة هزات أرضية تركيا في اليومين الماضيين، مخلفةً العديد من الأضرار المادية والبشرية. هذا المشهد أعاد إلى أذهان اللبنانيين الهزات الأرضية التي ضربت تركيا في العام 2023 ووصلت آثارها إلى لبنان.

وانطلاقًا من أن لبنان يقع في منطقة جيولوجية نشطة، تجعله عرضة للزلازل، فإن هزات تركيا وصلت أصداؤها إلى لبنان، حيث ساد الخوف نظرًا لوجود عوامل عدة تزيد من خطورة الوضع، منها هشاشة البنية التحتية وعدم الالتزام بمعايير البناء المقاوم للزلازل. أضف إلى ذلك، أن لبنان يقع على تقاطع ثلاث صفائح تكتونية رئيسية: العربية، التركية، والأفريقية، مما يؤدي إلى نشاط زلزالي متكرر. فهل نحن بالفعل أمام خطر وقوع هزات أرضية؟ سؤال حملناه إلى الخبير الجيولوجي والباحث في علم الزلازل الدكتور طوني نمر.
 
نمر اوضح أن الهزة الأرضية التي ضربت تركيا وقعت قرب إسطنبول بقوة 6.2 درجات وعلى عمق 15 كلم، على فالق الأناضول الشمالي الذي يحد شمال الصفيحة الأناضولية، بطولٍ يقارب 1500 كلم. وأشار إلى أن هذه الهزة كانت متوقعة؛ إذ حصلت على الطرف الغربي للفالق الشمالي، وكان يمكن أن تتعدى قوتها 7 درجات.
 
ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الهزات قد تصل إلى لبنان ومدى تأثيرها على الحركة الزلزالية في شرق المتوسط، أشار إلى أن نقطة ارتكاز الهزة تبعد عن بيروت حوالى 1000 كلم، وبالتالي فإن تأثير ما حدث في شمال غرب تركيا على شرق المتوسط يكاد يكون معدومًا، ولا داعي للهلع.
 
الاستعدادات ضرورية
 
تشكّل الاستعدادات للهزات الأرضية أمرًا حيويًا لضمان سلامة الأفراد وتقليل الأضرار. وعليه، لا بد من الالتفات إلى بعض الإجراءات الضرورية لمنع وقوع خسائر بشرية، ومنها:
– تأمين المنزل عبر تثبيت الأثاث الثقيل مثل الخزائن والرفوف في الحائط، والابتعاد عن وضع الأشياء الثقيلة على الرفوف المرتفعة لتجنب سقوطها أثناء الهزة.

  • حقيبة الطوارئ عبر تجهيز حقيبة تحتوي على مستلزمات أساسية مثل المياه، الطعام المعلب، المصباح اليدوي، البطاريات، الأدوية الأساسية، والوثائق المهمة.
  • خطط الإخلاء من خلال التعرف على مواقع الخروج الآمنة من المنزل أو مكان العمل، والاتفاق مع العائلة على نقطة تجمع خارج المنزل لتلتقوا في حال انقطاع التواصل.
  • التدريب والتوعية عبر تعلم الإسعافات الأولية والمشاركة في ورش العمل المحلية حول التأهب للكوارث.

إذاً، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بحصول هزات أرضية، لا بد من التذكير دائمًا بأهمية الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية، في بلد يقع على فوالق زلزالية نشطة. كما أن تكاتف الجهود على المستوى الوطني، بدءًا من الحكومة والمجتمع المدني وصولًا إلى الأفراد، يضمن أن يكون لبنان أكثر استعدادًا لمواجهة هذه التحديات، ويخفف من تداعياتها الكارثية لضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى