الراعي في قداس الفصح: الدولة وحدها هي التي تحمينا

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح المجيد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”.
بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: “نصلّي معكم فخامة الرئيس كي يعضدكم الله وجميع اللبنانيّين في تحقيق أمنياتكم التي أعربتم عنها في كلمتكم بمناسبة مرور خمسين سنة على بداية الحرب اللبنانيّة المشؤومة 1975 وهي:
أوّلًا: جميعنا متساوون. فلا أحد منّا خائف، ولا أحد منّا يخيف. لا أحد منا ظالم، ولا أحد مظلوم. لا أحد منا غابن، ولا أحد منا مغبون. جميعنا، نستظل علمًا واحدًا، ونحمل هويّة واحدة.

ثانيًا: الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القويّة، السيّدة، العادلة، المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم.

ثالثًا: وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه ان يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعًا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنيّة الرسميّة. رابعًا: وحدتنا هي سلاحنا، وسلاحنا هو جيشنا، لكي تكون كل خمسينيات السنوات المقبلة أيام خير، وسلام، وفرح، وحياة، لأننا خُلقنا للحياة… والحياة خُلقت لنا”.

واضاف “السلام ثمرة النشاط السياسيّ، والسعي لإزالة ما يعرّضه للخطر، مثل: العنف والحرب والتعذيب والإرهاب والإعتقالات وعسكرة السياسة، وانتهاك حقوق الإنسان الأساسيّة.


بموت المسيح وقيامته صالح البشريّة مع الآب ومع بعضها البعض بالغفران. فمع المصالحة تنتهي حرب المصالح الخاصّة التي هي أخطر من الحرب المسلّحة. وبالمصالحة تخمد الخلافات وتزول العداوات وتتبدّل الذهنيّات”.

وتابع: “تبدأ المصالحة مع الذات بترميم العلاقة مع الله الذي صالحنا بالمسيح، ودعانا إلى تغيير المسلك والموقف والنظرة. ثمّ تنتقل من المستوى الشخصيّ لتصبح مصالحة إجتماعيّة بترميم العلاقة مع الآخر من خلال حلّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم، ومع الفقراء والمعوزين بمبادرات محبّة، ومع الجميع بتعزيز العدالة الإجتماعيّة ورفع الظلم والفساد.

وترتفع إلى مستوى أهل السياسة والأحزاب لتصبح مصالحة سياسيّة بإعادة بناء الوحدة الوطنيّة، ودولة الحقّ الصالحة والعادلة. وتكتمل أخيرًا بالمصالحة الوطنيّة القائمة على التزام عقد اجتماعيّ ميثاقيّ يحصّن العيش معًا، ومشاركة الجميع العادلة والمنظّمة في إدارة شؤون البلاد.”

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى