الشلل يعم البلدات الحدودية… وخروقات إسرائيل متواصلة

من يقصد البلدات الحدودية في جنوب الليطاني تنتابه جملة من المشاعر القاسية وهو يشاهد حجم اثار الدمار والركام جراء ما خلفته اسرائيل في الاحياء والبيوت
والمزارع. ولم تسلم تربة هذه الارض ايضا من القنابل الفوسفورية التي تقضي على كل شيىء أخضر.

من يتوجه الى بلدات القطاع الغربي عن طريق بلدة البياضة المطلة على البحر صعودا نحو شمع ( لم تنج قلعتها الاثرية ولا مقامها الديني) وطيرحرفا والجبين يلمس بأم العين انعدام الحياة فيها حيث لا تزال اسرائيل على وتيرة اعتداءاتها وعدم التزامها بوقف اطلاق النار ولا السير بمندجات القرار 1701.

لم تبق منازل ولا مؤسسات في هذه البلدات بعد ان سويت على الارض. ولم تسلم حتى كروم الزيتون وحقول زراعة التبغ. ومن الرسائل الاسرائيلية الاخيرة مع الاهالي هو منعهم تركيل اي من البيوت الجاهزة والعمل على تدميرها واخر هذه الاستهدافات كانت في شيحين. ولا شك ان كل هذه الخروقات واستمرارها على هذا النوع سيمنع الاهالي من ممارسة حقهم في انتخاب مجالسهم البلدية والاختيارية على ارضهم .

وتنسحب مشاهد بلدات الغربي امتدادا الى بلدات عدة في القطاعين الاوسط والشرقي.

قلة من الاهالي يتوجهون الى شريط البلدات الحدودية حيث تمنعهم المسيرات من الوصول اليها او المبيت فيها وممنوع عليهم تفقد ما.تبقى من ممتلكاتهم. واذا عملت اسرة على زراعة شتول التبغ في حقولهم تطلق قنابل صوتية فوق رؤوسهم مع زخات من الرصاص بغية طردهم منها وهذا ما حصل في عيتا الشعب. ولا تسير سيارة في هذه البلدات من دون خشية سائقها من استهداف اسرائيلي من المواقع التي تنتشر على طول الحدود مع اسرائيل. وعندما تقترب اي الية عسكرية للجيش اللبناني او “اليونفيل” يضاعف السائق من سرعة مركبته للاقتراب من التخيرة والاحتماء بها. يغادر زائر القطاع الغربي بلدات معدمة عن طريق يارين الجريحة في اتجاه الظهيرة . وفي علما الشعب يحرص كثيرون من اهلها على احياء صلواتهم في كنائسها التي كانت شاهدة على فجاجة العدوان واعمال التخريب. وتشهد الناقورة بدورها حركة خجولة رغم استضافتها المقر العام ل “اليونفيل” على ارضها ولم تكتف اسرائيل في جرف العدد الاكبر من منازلها وفنادق ومؤسساتها السياحية بعد وقف اطلاق النار.

في ختام زيارة كل هذه البلدات يخرج زائرها بخلاصة تقول بانه لم يبق امام اسرائيل ابلاغ ” اليونفيل” توجيه رسالة للاهالي وسط كل هذه الاخطار: ممنوع عليهم التوجه الى قراهم الا عند دفن موتاهم!

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى