الانتخابات البلدية والاختيارية: حماسة الأحزاب ونعومة التعاطي معها

كتبت سارة تابت في “نداء الوطن”:
حسمت دعوة وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار الهيئات الناخبة للاقتراع، الجدل القائم حول فرضيات تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية المنتظرة.

في تحليل لصورة المعركة الانتخابية الأولى المرتقبة في العهد الجديد، ومدى اعتبارها من قبل الأحزاب مقياساً حقيقياً لشعبيتها تحضيراً للانتخابات النيابية، يقول الإعلاميّ جان نخول لـ”نداء الوطن”: “تبدو الأحزاب السياسية متحمّسة، خصوصاً أن الانتخابات البلدية تسبق الانتخابات النيابية بعام، لكنها في الوقت ذاته، تتعاطى بطريقة ناعمة مع الانتخابات البلدية، لأنها لا ترغب في الكشف عن أحجامها الحقيقية أو التبدّلات. كما أن البعض يريد تبديل تحالفاته هذا العام، لذا لا يرغب في الكشف عن أوراقه أو أرقامه بالكامل. المرحلة اليوم تشبه ما حدث في عام 2004، يومها حدثت الانتخابات البلدية قبل عام من النيابية مع فارق تبدّل القانون ودينامية الانتخابات البلدية”.

وعن أبرز التحدّيات التي تتعلّق بالتمثيل الشامل والشفافية يشرح نخول: “وصلنا من ناحية التمثيل الشامل والشفافية إلى مرحلة متقدّمة. في الانتخابات السابقة لحَظنا الحفاظ على القانون والشفافية وصدقيّة النتائج، أما اليوم على صعيد البلدات فلا يمكننا أن نتحدث عن تزوير أو خلل بالشفافية”.

في الانتخابات البلدية يتمّ اختيار أعضاء ورؤساء 1064 بلدية و 3018 مختاراً. يشرح نخول المناطق الأساسية التي يكمن فيها الثقل الانتخابي، ويقول: “أكثر المناطق ذات الثقل الانتخابي، هي المدن الكبرى، بشكل أساسي بيروت، طرابلس، صيدا، وعواصم الأقضية والمحافظات، جونية جبيل وفي المتن، الجديدة والحدث في بعبدا، والدامور، أي كل المناطق التي تعتبر عواصم الأقضية، لأن عدد ناخبيها كبير وفيها تجاذب سياسي، لكن الثقل الانتخابي في هذه الانتخابات بالذات، لا علاقة له بالمناطق، بقدر ما له علاقة بتوازنات القضاء ككلّ أو اتحاد البلديات وهو ما تسعى إليه الأحزاب”.

“حزب اللّه” كحال جميع الأحزاب يستعدّ للمعركة الانتخابية، وعن مدى اعتبار هذه الانتخابات في بيئة “الحزب”، استفتاءً على شعبيته بعد الحرب، يستطرد نخول: “لا أعتقد أنه ستكون هناك معارك انتخابية في مناطق “حزب اللّه”، أهل الجنوب بشكل خاص والبقاع ومن بعد الحرب التي خاضوها لا طاقة لديهم للدخول في أي معارك، وسيكونون ضمن توجّه واحد في المناطق التي تتطلّب إعادة إعمار. بتقديري الشخصي ثمّة الكثير من البلديات في البقاع والجنوب، ستفوز بالتزكية”.

ويُجيب نخول عن حظوظ مكوّنات المجتمع المدني للمنافسة بقوة في الانتخابات الأولى في العهد الجديد، فيقول: “المجتمع المدني لا يمكنه أن يثبت نفسه في الانتخابات البلدية، لأن جميع المرشحين فيها هم مجتمع مدني… إنهم القوى العاملة خارج إطار الأحزاب والمؤسسات الرسمية في الحقل العام. البلدية هي المجتمع المدني والمخاتير كذلك، لذا لا يمكننا أن نتحدث عن مجتمع مدني بتجرّد عن الواقع العام للبلديات. ما يمكننا قوله هو أنه يمكن لقوى التغيير أن تحاول، لكن مع اعتبارات العائلات والمناطق سيسود التوافق العام”.

وعن التحالفات البارزة يقول نخول: “بشكل عام التحالف “الثنائي الشيعي” ثابت، تحالف “القوات اللبنانية” مع حلفائها حتى لو لم يتفقوا في الانتخابات، فقد رأينا اتفاقهم مع المحامي مجد حرب في البترون رغم أنهم على لوائح مختلفة، ومع النائب نعمة افرام في كسروان رغم اختلاف اللوائح. “القوّات اللبنانية”، تقيمُ تحالفات شاملة لها علاقة بالتوجّه العام لكل بلدية، بينما “التيار الوطني الحر” يختار تحالفاته على “القطعة”. وهناك استحقاق مهم مرتبط بالنوّاب المستقلّين الذين لديهم ثقل في مناطقهم فقط ويريدون إثبات أنفسهم. وثمة استحقاق له علاقة بالنوّاب الذين غادروا التيار، وهناك استحقاق أساسي له علاقة ببلدية بيروت التي لا تزال الأوضاع غامضة فيها”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى