تقرير لـ”National Interest”: تركيا قد تشكل كابوساً لإسرائيل.. كيف؟

 ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “تركيا تستمر في السير إلى الأمام. فمن التخطيط للإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا إلى كونها أصبحت منتجًا رائدًا للطائرات من دون طيار المتقدمة، يتجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إحياء الإمبراطورية العثمانية القديمة، مع نفسه كسلطان جديد.

والآن تأتي جولة أخرى من الأخبار المروعة: اختبر الجيش التركي بنجاح صاروخ تايفون القصير المدى الذي تم إنتاجه محليًا. في الثالث من شباط، أغلق الجيش التركي حوالي 430 ميلاً من ساحل البحر الأسود المزدحم حتى تتمكن شركة الدفاع التركية روكيتسان من اختبار تايفون. كان هذا هو الاختبار الثالث من نوعه، ووفقًا للتقارير الواردة من المنطقة، أطلق الجيش التركي تايفون من قاذفة متحركة في مطار ريزه-أرتفين على طول ساحل البحر الأسود، ثم توجه الصاروخ إلى هدفه قبالة مدينة سينوب الساحلية، ودمر الهدف بنجاح في نهاية الاختبار”.


وبحسب الموقع، “يبلغ مدى صاروخ تايفون 350 ميلاً، مما يمنح الجيش التركي قدرة جديدة لا تضاهيها العديد من منافسيه الإقليميين بما في ذلك، حتى الآن، الولايات المتحدة. في الواقع، القوى الوحيدة الأخرى في الشرق الأوسط التي تمتلك قدرة “أسلحة فرط صوتية” هي الاتحاد الروسي، وربما الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إن هذه الحقيقة قد تكون لها عواقب مقلقة على الأمن الإقليمي. ففي الآونة الأخيرة، أحدثت تركيا ضجة كبيرة حول “الدخول” إلى الأراضي الفلسطينية لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد العرب الفلسطينيين. والواقع أن لجنة ناجل الإسرائيلية، التي شكلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقييم التهديدات المستقبلية للدولة اليهودية، قدرت أن هناك احتمالاً بأن تخوض إسرائيل وتركيا حرباً من أجل الهيمنة على أجزاء من الشرق الأوسط بسبب مزاعم أنقرة بحماية العرب الفلسطينيين. وعلاوة على ذلك، فإن النخب السياسية التركية تحت قيادة أردوغان ذات طابع إسلامي، وبالتالي فهي معادية للسامية إلى حد كبير ومعارضة بشدة لاستمرار وجود إسرائيل”.


وتابع الموقع، “من المثير للاهتمام أن نظام الصواريخ هذا هو نتاج سنوات من التطوير، ليس فقط مع الشركاء الغربيين، بل ومع الصين أيضًا. ويؤكد أحد المصادر أن برنامج تايفون نشأ في التسعينيات، “في البداية من خلال التعاون الدفاعي مع الصين وسط عمليات نقل تكنولوجية محدودة من الحلفاء الغربيين”. في بداية العام الجديد، في السادس من كانون الثاني، أوضح أردوغان نيته تنظيم إنتاج الصواريخ الأسرع من الصوت البعيدة المدى، وهو ما من شأنه أن يوسع نطاق الأسلحة الأسرع من الصوت في تركيا بشكل كبير. ولأن القاعدة الصناعية الدفاعية التركية أصبحت مكتفية ذاتيا بشكل متزايد وأثبتت قدرتها على إنتاج أنظمة متقدمة على نطاق واسع، فإن قدرة الأسلحة الأسرع من الصوت التركية حقيقية.

إن الأسلحة الأسرع من الصوت هي منصة الأسلحة الضرورية لأي جيش حديث، وخاصة جيش قوة صاعدة مثل تركيا. وحقيقة أن الأميركيين لا يمتلكون قدرة كافية خاصة بهم ولا دفاع موثوقا به ضد مثل هذه الأنظمة تشكل مشكلة كبيرة”.
وبحسب الموقع، “مع استمرار تركيا في التقدم على الساحة العالمية، فقد أثبتت بالفعل قدرتها الصناعية العسكرية. فهي تبني السفن الحربية السطحية بمعدلات مذهلة، وتتصدر تركيا العالم في قدرات الطائرات من دون طيار المتطورة، كما أن الأتراك لديهم برنامج محلي مثير للإعجاب للطائرات الحربية من الجيل الخامس. وهذه القدرات، المرتبطة بالنظرة العالمية العثمانية الجديدة لتركيا، تعني أن أنقرة تنوي تأكيد إرادتها، حتى على حساب علاقتها بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، في مناطق مثل الشرق الأوسط التي تعتبرها مهمة.

ما يتشكل بوضوح هو معركة رباعية الأطراف للسيطرة على الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران والدول العربية السُنّية بقيادة المملكة العربية السعودية وتركيا. ويُظهِر صاروخ تايفون الأسرع من الصوت، إلى جانب الإنتاج العسكري المحلي السريع في تركيا، أن أنقرة تلعب من أجل الاحتفاظ بالسلطة”.


وختم الموقع، “إن حقيقة أن تركيا تتقدم عسكريًا بالطريقة التي هي عليها تشير إلى أنه لا ينبغي الاستهانة بأنقرة وأنها لن تكون لاعبًا هامشيًا في الشرق الأوسط بعد الآن”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى