بشأن “خطة غزة”… ترامب يهدد مصر والأردن
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المساعدات المالية السنوية للأردن ومصر، إذا رفضت الدولتان استقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة في حال تهجير سكانه. جاء ذلك خلال مقابلة مع الصحافيين في البيت الأبيض، حيث قال ترامب: “نعم، ربما، (أمر) سهل، لما لا؟ إذا لم يوافقا، يمكنني ألا أقدم المساعدة”.
وتابع ترامب أنه واثق من أن الأردن ودولاً عربية أخرى لن ترفض قبول الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن “ملك الأردن عبد الله الثاني سيقبلهم، وأعتقد أن دولاً أخرى ستقبلهم أيضاً، لديهم قلوب طيبة”.
من جهة أخرى، يثار تساؤل حول كيفية رد مصر على تلك التهديدات، خصوصاً مع النفي المتكرر من المسؤولين المصريين بشأن قبول توطين الفلسطينيين في أراضيها.
في هذا السياق، أكد اللواء أركان حرب هيثم حسين، الخبير العسكري المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، في تصريح خاص لـ “العربية.نت” أن تصريحات ترامب هي محاولة واضحة للضغط على الأردن ومصر في الوقت ذاته. وقال حسين: “رغم هذه التصريحات، الموقف المصري ما زال ثابتًا وصلبًا، خصوصًا بعد موقف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مقابلته مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في واشنطن.”
وأضاف حسين أن مصر لن تخشى من تهديدات ترامب بخصوص المساعدات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن تاريخ العلاقات بين مصر والولايات المتحدة قد شهد محاولات مماثلة في الماضي، لكن مصر كانت دائمًا قادرة على التصدي لهذه الضغوطات. وأكد الخبير العسكري أن احتمالات أن يلجأ ترامب لورقة “التهديد بالاقتصاد” من خلال تحجيم مصر اقتصاديًا أو التأثير على تقارير التصنيف الائتماني لمصر من قبل المؤسسات الدولية المدعومة أميركيًا تبقى واردة، إلا أن الشعب المصري وقوته الداخلية وتماسكه يجعل من الصعب على أي محاولات خارجية التأثير على إرادته.
ووفقًا للمستشار حسين، من المتوقع أن يسعى ترامب إلى الضغط على مصر عبر ملف التهدئة في غزة، متوقعًا أن الولايات المتحدة قد تستخدم الهدنة كوسيلة للضغط على الفلسطينيين للرحيل من قطاع غزة في محاولة لإنهاء الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية لصالح إسرائيل.
هذا التصريح يأتي في وقت حساس، حيث كان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، حيث ناقشا تنسيق الجهود المشتركة لتحقيق سلام عادل في المنطقة يشمل احترام حقوق الفلسطينيين.
من جانب آخر، أشار عبد العاطي إلى ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن تهجير السكان الفلسطينيين من القطاع مرفوض من قبل الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأسره.
في السياق ذاته، أكد الوزير المصري أن الحل السياسي يجب أن يكون وفقًا للقانون الدولي، مع ضرورة إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تتزايد التوترات الإقليمية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، مع الضغوط الدولية والعربية على مختلف الأطراف للبحث عن حل دائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ومع تزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين نتيجة التصعيد المستمر في قطاع غزة، يزداد الضغط على الدول المجاورة مثل مصر والأردن لاستيعاب اللاجئين. كما تعكس تصريحات ترامب توجهات الإدارة الأميركية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط بطريقة تضمن دعم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.