هدوء حذر على الحدود اللبنانية – السورية
![](https://dailynewslb.com/wp-content/uploads/2025/02/951983.jpeg-780x470.webp)
كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:
ساد الهدوء الحذر، يوم الاثنين، على الحدود اللبنانية السورية إثر التوتر الذي شهدته المنطقة على خطين، الأول نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طالها، مساء الأحد، مستهدفاً مواقع تابعة لـ«حزب الله»، والثاني الاشتباكات المستمرة، منذ الخميس الماضي، بين إدارة العمليات العسكرية السورية والعشائر اللبنانية في المنطقة، بعدما أطلقتها الأولى تحت عنوان الحد من تهريب الأسلحة والمخدرات، وفق ما أعلنت.
جهود مشتركة
ترافق الهدوء مع جهود عسكرية من الجانبين السوري واللبناني لضبط الحدود، إذ بعدما كان الجيش اللبناني قد أصدر أوامره للوحدات العسكرية بالرد على مصادر النيران التي تُطلق من الأراضي السورية، بدأ ينتشر على الحدود اللبنانية، لا سيما المعابر غير الشرعية، ودفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، مع تسجيل تراجع لمسلحي العشائر إلى داخل الحدود.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، الاثنين، أن الجيش اللبناني استكمل، الاثنين، انتشاره في المنطقة الحدودية الشمالية لمدينة الهرمل مع سوريا، بعد انسحاب مقاتلي أبناء العشائر خلف الحدود التي ينتشر فيها الجيش.
في المقابل، أفادت «غرفة عمليات ردع العدوان السورية»، بأن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان وسط تشديدات أمنية وعسكرية على طول الحدود لمنع تهريب السلاح والمخدرات والأشخاص المطلوبين للحكومة السورية.
وأكدت مصادر عسكرية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن معظم القرى في الداخل السوري باتت خالية من اللبنانيين بينما وجود القوى السورية متحرك وليس ثابتاً باستثناء بعض النقاط التي تمركزوا فيها، مؤكدة في الوقت عينه أن الجيش اللبناني في جاهزية كاملة وهو تمركُز في عدد من النقاط، كاشفة أن الجيش السوري يعمل على إنشاء «حرس حدود» كي ينتشر في المنطقة الحدودية.
وقالت مصادر ميدانية إن الجيش تمركز في عدد من النقاط الحدودية في منطقتي السفاوي وقنافذ اللتين تسكنهما أغلبية من عشيرة آل جعفر ضمن الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن ذلك ترافق مع انسحاب كامل للعشائر خلف الجيش اللبناني إلى ما بعد الحدود، وأصبحت معظم النقاط العالقة بين البلدين، بعهدة الجيش اللبناني.
وكانت عشيرة آل جعفر أصدرت بياناً حول آخر التطورات، أكدت فيه على العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والسوري، وقالت: «لقد سحبنا أبناءنا إلى داخل الحدود، وهجَّرناهم من قراهم… لكن هوجمت قرارنا بالأسلحة الثقيلة»، وأكدت: «نحن خلف الدولة، ولكن عند حدود الكرامة نموت جميعاً، وندعو الجيش ليكون الأمر له».
قائد «الفرقة 103» السورية
وتَفَقَّدَ وفد عسكري سوري، الاثنين، الحدود اللبنانية السورية على ساقية جوسي دون الدخل إلى الأراضي اللبنانية، ونشرت مواقع سورية مقاطع فيديو لجولة قائد «الفرقة 103» العقيد هيثم العلي.
وقال العلي: «قمنا بحملة عسكرية لضبط الحدود وعدم تهريب الأسلحة والمخدرات، مؤكداً أنه تمت السيطرة على معظم الحدود، بعدما كانت عصابات النظام السوري السابق تقوم مع (حزب الله) بتهريب الأسلحة والمخدرات».
وأضاف: «راسلنا الجانب اللبناني، وطلبنا منهم أن يقوموا بضبط الحدود، ونحن سنفعل ذلك من جهتنا».
مداهمات للجيش اللبناني
في موازاة ذلك، أعلن الجيش اللبناني أنه «في إطار التدابير الأمنية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية في مختلف المناطق، داهمت وحدات من الجيش تؤازر كلاً منها دورية من مديرية المخابرات منازل مطلوبين في بلدتي القصر- الهرمل والعصفورية – عكار، وضبطت كمية كبيرة من القذائف الصاروخية والرمانات اليدوية والأسلحة الحربية والذخائر».
مع العلم أن القرى اللبنانية تعرضت لأضرار جراء عمليات استهداف والقصف طوال فترة الاشتباكات بين العشائر وعناصر الإدارة الجديدة، لا سيما مدرسة قنافذ الرسمية، بينما أصيب بعض المنازل بأضرار جسيمة في بلدات سهلات الماء والزكبة وقنافذ، بينما سجل سقوط عدد من الجرحى.
غارات إسرائيلية
وليلاً، كانت الحدود اللبنانية السورية قد شهدت غارات إسرائيلية استهدفت نفقاً على الحدود بين سوريا ولبنان يستخدمه «حزب الله»، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي استهدف أيضاً مناطق في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، مساء الأحد: «أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بشكل موجة بدقة وبتوجيه استخباري على نفق تحت الأرض في منطقة البقاع يجتاز من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية والذي استخدمه (حزب الله) الإرهابي لنقل وسائل قتالية».
وتابع البيان: «كما أغارت الطائرات على مواقع عدة لـ(حزب الله) احتوت على وسائل قتالية ومنصات صاروخية شكلت تهديداً فورياً».
وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» أفادت بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على معبر قلد السبع الحدودي، واستهدف مؤسسة في الزكبة، ومنزلاً في بلدة سهلات الماء، دون وقوع إصابات».
خروق مستمرة
وفي جنوب لبنان استكمل الجيش اللبناني انتشاره في بلدات رب ثلاثين وطلوسة وبني حيان، وقام بتسيير دوريات مؤللة على الطرقات، وشرع بإزالة السواتر الترابية والردميات، وباشر التفتيش عن القنابل والذخائر غير المنفجرة التي خلَّفها الاحتلال الإسرائيلي بين البيوت وعلى الطرق.
ودعت بلديات البلدات الثلاث المواطنين إلى الالتزام بتعاليم الجيش، وعدم الدخول إليها إلا بعد أن تصبح آمنة وخالية من المتفجرات.
في موازاة ذلك، استمرت الخروقات الإسرائيلية، في الجنوب. إذ بعدما كان القصف استهدف، مساء الأحد، غارات على مرتفعات جبل الريحان بين سجد والريحان والمنطقة الواقعة بين عزة وبفروة، على 4 دفعات في النبطية، سُجِّل، ظهر الاثنين، توغل عدد من دبابات «الميركافا» وجرافة عسكرية إلى الأطراف الجنوبية لبلدة عيتا الشعب، وعملت الجرافة على رفع ساتر ترابي في المنطقة، من بعدها انسحبت القوة الإسرائيلية، بحسب «الوطنية».
وبعد الظهر، أفادت «الوطنية» بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة بشكل مباشر على أحد المنازل في حي الصوانة في بلدة يارون، بالتزامن مع اقتحام عدد من الجنود للمنزل.