كل الاحتمالات مفتوحة.. وخطط الحكومة غير جدية
بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء معركة طوفان الأقصى واشتعال الجبهات البرية في غزة يستمر التوتر الشديد على طول الحدود الجنوبية التي لا تزال مضبوطة حتى الان بقواعد الاشتباك الى حد بعيد، ولكن هذا لا يعني انعدام المخاوف بتوسع دائرة المواجهات ودخول البلد بأكمله في حالة حرب.
وفي هذا الاطار ترى مصادر سياسية مراقبة عبر “صوت بيروت إنترناشونال” انه من الواضح ان الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات ولا احد يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحصل، لا سيما ان الوضع في لبنان مرتبط بالوضع في غزة وفلسطين، لذلك فاذا تطورت الأوضاع فمن الطبيعي ان ينعكس الامر على لبنان وتتصاعد فيه الاحداث والتطورات.”
من هنا، تعتبر المصادر ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية في لبنان، لمواجهة كافة الاحتمالات وتامين كافة الأمور الضرورية للصمود مهما كانت الضغوط الخارجية، مؤكدة ان لا خيار امام اللبنانيين سوى مواجهة أي تصعيد يمكن ان يمارسه العدوان الإسرائيلي.
وردا على سؤال حول قدرة إسرائيل فتح الجبهة الشمالية في ظل انشغالها بالحرب على غزة، رأت المصادر اننا في حرب نفسية وإعلامية، إضافة الى الحرب العسكرية، لذلك يتم تسريب اخبار عديدة، لكن الكل يعلم ان إسرائيل لا يمكن ان تقاتل على جبهتين، إضافة إلى أن من المؤكد بان دخولها الى غزة سيؤدي لنتائج كارثية عليها.
وتوقعت ان تشهد المرحلة المقبلة صراعا طويلا لحين التوصل لاتفاق وبالتالي الى مرحلة جديدة من التفاوض.
ولكن في الوقت نفسه، تصف المصادر الوضع بالدقيق جدا، وترى انه على العدو ان يشعر دائما بالخوف وإبقاء جبهة لبنان مفتوحة وقابلة للاشتعال، في حال استمر بجريمته ضد الشعب الفلسطيني.
ولفتت المصادر بان المنطقة أمام مرحلة جديدة، ومصيرها مرتبط بمصير “حماس” التي ستكون اللاعب الأقوى فيها، والتي يمكنها تحسين شروط اية مفاوضات اذا حصلت والا لن يكون هناك سلام، معتبرة ان استمرار الكارثة التي تحصل في غزة ستنعكس على كافة الدول العربية.
اما على الصعيد الداخلي، أبدت المصادر اسفها لعدم وضع المنظومة السياسية أي خطة او استراتيجية مدروسة وهادفة وجدية من اجل مواجهة أي عدوان، واعتبرت ان خطط طوارئ للاستجابة للحالات الاستثنائية والتي تتحدث عنها الحكومة ورئيسها تعتبر غير كافية، وهي متواضعة جدا في حال تعرض لبنان لاي عدوان.
وحول إمكانية ان تضغط الظروف الأمنية باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، دعت المصادر الى ضرورة التضامن الوطني لانتخاب رئيس للجمهورية بشكل فوري، وكذلك تشكيل حكومة طوارئ لمواكبة هذه اللحظات التاريخية والمصيرية، مشددة على ان انتخاب الرئيس يجب ان يكون له مستلزمات أساسية، واهمها ان تتنازل الكتل السياسية عن دعمها لمرشحيها، أي على حزب الله؛ وحلفائه التنازل عن مرشحهم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بالتزامن مع تنازل الأطراف الداعمة لترشيح جهاد أزعور عنه، والوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات والمؤهلات التي تقتضي ان تواكب هذا الظرف مع ضرورة ان يكون لدى الرئيس رؤية إصلاحية إنقاذية اقتصادية، وان يمتلك مشروع إصلاحي، ويكون غير مشارك في الحكم مع سلطة الفساد السياسي والمنظومة الفاسدة خلال السنوات الماضية، كما انه يجب ان يكون باستطاعته لعب دور الحكم بين الأطراف، وان لا يكون مرشح تحدٍ او مرشح طرف.
وختمت المصادر بالقول:” في كل اللحظات الصعبة والمصيرية التي تمر بها الدول عادة، يُصبح هناك ضرورة للابتعاد عن الانانيات والمصالح الفئوية لمصلحة البلد الا في لبنان”.