“جزار صيدنايا” في قبضة السلطات السورية
جاء في “نداء الوطن”:
أطلقت الإدارة الجديدة في سوريا أمس حملة أمنية واسعة في ريف محافظة طرطوس الساحلية بعدما قُتل فيها 14 من قوات الأمن الأربعاء، متعهدةً بملاحقة “فلول” نظام الأسد المتهمة بأنها وراء الهجوم، فيما تمكّنت إدارة العمليات العسكرية من إلقاء القبض على “جزار صيدنايا” اللواء محمد كنجو الحسن في قرية خربة المعزة في ريف طرطوس، بالإضافة إلى اعتقال 20 من عناصره، وفق “المرصد السوري”. وشغل الحسن سابقاً منصب مدير إدارة القضاء ورئيس المحكمة الميدانية العسكرية وكان قد أصدر أوامر بإعدام الكثير من المعتقلين، وهو يُعدّ من أبرز المسؤولين عن عمليات الإعدام داخل سجن صيدنايا.
وجاء الإعلان عن هذه الحملة في الوقت الذي حذرت فيه السلطات في دمشق من محاولة لإثارة الفتنة الطائفية إثر انتشار مقطع فيديو يعود تاريخه إلى أواخر الشهر الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر حريقاً داخل مزار علوي في حلب، ما فجّر تظاهرات علوية حاشدة منتصف هذا الأسبوع. وأكدت وزارة الداخلية أن “مجموعات مجهولة” ارتكبت أعمال العنف وقواتها تعمل “ليلاً ونهاراً” لحماية المواقع الدينية.
ووسط أجواء من الاحتقان السني – العلوي، ذكرت وكالة “سانا” أن المحافظ المُعيّن حديثاً لمنطقة اللاذقية محمد عثمان التقى وجهاء ومشايخ علويين بهدف “تشجيع التماسك المجتمعي والسلم الأهلي في الساحل السوري”، بينما منعت وزارة الإعلام “منعاً باتاً تداول أي محتوى إعلامي أو نشره أو محتوى خبري ذي طابع طائفي يهدف إلى بث الفرقة والتمييز بين مكونات الشعب السوري”، الأمر الذي حذّر منه معارضون إذ إن الأمر يُضيّق على الحرّيات ويُعيد إلى الأذهان “الحقبة البعثية”.
تزامناً، عيّنت القيادة العامة للعمليات في سوريا أنس خطاب رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة. وخطاب من مدينة جيرود في ريف دمشق، وهو المسؤول الأمني العام في إدلب و”هيئة تحرير الشام” ويعتبر “الرجل الثاني” في “الهيئة” بعد الشرع، كما أنه المشرف على جهاز الأمن العام الذي انتشر في معظم المحافظات التي سيطرت عليها الهيئة.
في الغضون، التقى وفد عراقي يرأسه رئيس جهاز الاستخبارات العراقية حميد الشطري القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) في دمشق، فيما أوضح متابعون أن لدى بغداد مخاوف على أمنها القومي من جهة الحدود الطويلة مع سوريا، مشيرين إلى أن العراق يتوجّس من أن تستغلّ جماعات إرهابية كتنظيم “الدولة الإسلامية” أي فراغ أمني لشن هجمات ضدّ “بلاد الرافدين” إنطلاقاً من “بلاد الشام”.
ديبلوماسياً، حذرت الجامعة العربية من إشعال الفتنة في سوريا، رافضة التصريحات الإيرانية المزعزعة للسلم الأهلي في سوريا. وشدّدت الأمانة العامة للجامعة العربية على “ضرورة احترام كافة الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحلّ أية تشكيلات مسلّحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار”.
وفي الإطار ذاته، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم في الكويت، ضرورة التمسّك بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض التدخل الخارجي في شؤونها، داعين إلى رفع العقوبات عن سوريا. وشدّدوا على أهمية “التصدّي للإرهاب والفوضى ومكافحة التطرف والغلو والتحريض واحترام التنوع وعدم الإساءة لمعتقدات الآخرين”.