بالفيديو- بعد إشعال شجرة الميلاد في حماة… تحرير الشام: سنرممها بنفقتنا! 

شهدت بلدة السقيلبية في ريف حماة مساء أمس حادثة مثيرة للجدل بعدما أقدم مسلحون على إشعال النار في شجرة عيد الميلاد التي تزيّن ساحة البلدة، والتي تعتبر رمزا للاحتفالات بعيد الميلاد لدى الطائفة المسيحية.
الحادثة، التي أثارت غضب الأهالي في البلدة والقرى المجاورة، تمثلت في تهديد المسلحين للمواطنين ومنعهم من الاقتراب من الموقع تحت تهديد السلاح.

وفي مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام محلية، ظهر أحد عناصر “هيئة تحرير الشام” وهو يعلق على الحادثة قائلاً إن الأشخاص الذين أضرموا النار في الشجرة “لم يكونوا سوريين”، وأوضح العنصر في الفيديو الذي كان يتحدث بجانب عدد من رجال الدين المسيحي، أن الحادثة كانت من عمل “مجموعات خارجية” لا تمثل المجتمع المحلي، في محاولة لتخفيف التوتر في البلدة.

وأضاف الرجل أن “هيئة تحرير الشام ستعمل على معاقبة المتورطين بأشد العقوبات”، مؤكداً أن الشجرة ستتم إعادة ترميمها وإضاءتها على نفقة الهيئة.
وأشار العنصر إلى أن الحادثة ستلقى “العقاب الذي يفوق ما يتوقعه الجميع”، موضحًا أن الهيئة ستقوم بمتابعة الأمر حتى محاسبة جميع المتورطين.
هذه التصريحات جاءت بعد ساعات من إخماد فرق الإطفاء للنيران التي أضرمها المسلحون في الشجرة. وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تم تحديد هوية المجموعة التي قامت بالحريق، إذ تبين أنهم مسلحون ملثمون من أصول شيشانية، ما أثار تساؤلات عن خلفياتهم ودورهم في المناطق التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”.

وفي وقت لاحق، أكدت مصادر محلية أن الإدارة العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام ألقت القبض على المجموعة، وأن التحقيقات جارية تمهيداً لمحاكمتهم وفقًا لقوانين الهيئة، كما أضافت المصادر أن الهيئة تعهدت باتخاذ أقسى الإجراءات بحقهم. وتأتي هذه الخطوة بعد الضغوط المحلية والدولية على الهيئة لمحاكمة العناصر المتورطين في الحادثة التي وصفت بأنها “اعتداء على الرموز الدينية والثقافية”.
السقيلبية هي إحدى بلدات ريف حماة التي يقطنها عدد كبير من السكان المسيحيين، وقد عرفت خلال السنوات الماضية بتنوعها الديني والعرقي. وتعد شجرة عيد الميلاد في البلدة رمزًا للاحتفال بهذه المناسبة، وهو ما يجعل الاعتداء عليها مسألة حساسة لأبناء الطائفة المسيحية.

من جانبها، انتقدت العديد من الشخصيات السياسية والدينية المحلية الحادثة، معتبرة إياها محاولة لاستفزاز المشاعر الدينية للمواطنين وإشعال الفتنة بين الطوائف. وفي المقابل، أشار رجال الدين المسيحي الذين حضروا الحادثة إلى أن هذه التصرفات لا تمثل قيم المسلمين في المنطقة، مؤكدين في تصريحاتهم أن الشجرة هي رمز للسلام والمحبة بين الأديان.
الاعتداء على شجرة عيد الميلاد في السقيلبية قد يحمل أبعادًا سياسية ودينية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين مختلف الجماعات المسلحة في شمال غرب سوريا. ويأتي الحادث في وقت حساس مع استعدادات طائفة المسيحيين في سوريا للاحتفال بعيد الميلاد وسط ظروف صعبة فرضها النزاع المستمر في البلاد.
يعتبر المجتمع الدولي هذه الحادثة خطوة إضافية في سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، وهو ما يثير مخاوف بشأن مستقبل التعايش السلمي بين مختلف الأديان والطوائف في سوريا.

على الرغم من التطمينات التي قدمتها “هيئة تحرير الشام” بشأن محاسبة الجناة وإعادة ترميم شجرة عيد الميلاد، فإن الحادثة قد تترك آثارًا سلبية على العلاقات بين الطوائف في المنطقة. كما أن الحادث يعكس عمق التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، سواء في ريف حماة أو في مناطق أخرى.
وفي الوقت الذي تسعى فيه “هيئة تحرير الشام” لإظهار وجهها المعتدل أمام المجتمع الدولي والمحلي، فإن التصعيد الأخير في السقيلبية يبرز مجددًا مخاطر التفكك الاجتماعي في سوريا، وهو ما يتطلب خطوات أكبر من قبل كافة الأطراف لتحقيق الاستقرار واحترام التنوع الديني والثقافي في البلاد.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى