السّعودية تستعدّ لصناعة التّاريخ
كتبت غايال خوري في نداء الوطن : في خطوةٍ تاريخيّةٍ، أعلنت المملكة العربيّة السّعودية – رسميًّا – عن إستضافتها لكأس العالم 2034، مؤكّدةً مكانتها كواحدة من أبرز مراكز الرّياضة العالميّة.
كُرَة القدم في المملكة ليست مجرّد رياضة تنافسيّة، بل هي شغف يعكسه 80% من السّكان الّذين يتابعونها بشغفٍ وفخرٍ بإنجازات الإنجازات الوطنيّة، مثل نادي الهلال الّذي أضاف بطولات دوري أبطال آسيا إلى سجلّه الحافل، إلى جانب المنتخب الوطنيّ الّذي حقّق ثلاثة ألقاب في كأس آسيا، مما يعزّز ريادة المملكة في كرة القدم الآسيوية.
طموح السّعوديّة لا حدود له، فالمملكة لا تكتفي بالسّعي لتنظيم كأس العالم 2034، بل تضع نصب أعينها هدفًا أكبر، يتمثّل في أن تكون منافسًا بارزًا على أرض الملعب. وتعمل المملكة بحزمٍ وجدٍّ لضمان تأهّل منتخبها الوطنيّ إلى نهائيّات كأس العالم 2026، بإعتبارها خطوة محوريّة نحو الإستعداد المثاليّ لبطولة 2034، مستلهمةً من تجربة قطر النّاجحة في إستضافة ومنافسة كأس العالم سنة 2022، تطمح السّعودية إلى تحقيق التّميّز على المستوَيَين التّنظيمي والرّياضي معًا.
بدوره، إكتسب الدّوري السّعودي للمحترفين شهرةً عالميّةً بعد استقطابه لنجومٍ بارزين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما، ممّا أضفى على المنافسات المحليّة حيويّةً غير مسبوقة، وأسهم في تعزيز مستوى المواهب الوطنيّة. إلى جانب ذلك، يبرز برنامج “صقور المستقبل”كركيزة أساسيّة لتطوير جيلٍ واعدٍ من اللّاعبين المؤهّلين للتّألق والمنافسة في المحافل الدّوليّة.
وتعزّز المملكة مكانتها أيضًا كوجهة رياضيّة عالميّة، من خلال إستضافة فعاليّاتٍ رياضيّة كبرى، مثل كأس آسيا 2027 والألعاب الآسيويّة الشّتويّة 2029، الّتي تشكّل محطّاتٍ تحضيريّةً مهمّة قبل إحتضان الحدث الأضخم في 2034.
وتأتي إستضافة كأس العالم كجزء من رؤية السّعودية 2030، الّتي تهدف إلى تحديث البنية التّحتيّة وتعزيز حضورها الدّولي.
وتتضمّن الخطط إنشاء 11 ملعبًا متطوّرًا في مدنٍ رئيسيّةٍ مثل الرّياض وجدّة ونيوم، ممّا يعكس إلتزام المملكة بالإبتكار والتّطوير الرّياضي.
بالنّسبة للسّعوديّة، فإنّ كأس العالم 2034 ليس مجرّد حدثٍ رياضيّ، بل هو فرصة لتأكيد قدرتها على تقديم تجربة تنظيميّة فريدة على مستوى عالميّ، وتسليط الضوء على منتخبها الوطنيّ الطّموح، لترسّخ مكانتها في صدارة المشهد الكرويّ الدّولي.