“رئيس لبنان المقبل؟ جعجع يرفع سقف المواجهة مع حزب الله”
تحت عنوان “رئيس لبنان المقبل؟ الزعيم الذي يهدد بتفكيك حزب الله”، أفردت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مساحة واسعة لتغطية تصريحات رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، التي أطلقها يوم أمس خلال اجتماع مع كتلته النيابية وقيادة حزبه. في هذه التصريحات، وجه جعجع انتقادات حادة إلى حزب الله، داعياً إلى تفكيك منظومته العسكرية، مما يشكل تصعيداً سياسياً واضحاً.
وبحسب “معاريف”، دعا جعجع إلى تفكيك البنية العسكرية لحزب الله شمال نهر الليطاني، مقترحاً على الحزب إعادة أسلحته إلى إيران أو تسليمها إلى الجيش اللبناني. وطرح جعجع خطة لما وصفه بمرحلة “ما بعد الحرب الحالية”، محذراً من العودة إلى الوضع السابق الذي كان قائماً قبل “نكسة 7 تشرين الأول 2023”. وأكد جعجع أن حزب الله يتحمل مسؤولية “جريمة وطنية كبرى”، مشيراً إلى دوره في مقتل الآلاف من اللبنانيين، وتهجير السكان، وإحداث دمار واسع النطاق في البلاد.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن جعجع استند في مقترحاته إلى تجربة حزبه، الذي قام بتفكيك ميليشياته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل نموذجاً يمكن أن يُحتذى لتحقيق سيادة الدولة اللبنانية. إلا أن هذه الدعوات قوبلت برفض قاطع من قوى سياسية لبنانية عدة، أبرزها “التيار الوطني الحر”، و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، وشخصيات مستقلة، التي حذرت من خطورة أي خطوة قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني وحزب الله. واعتبر مسؤولون في “التيار الوطني الحر” أن “غياب ضمانات دولية تلزم إسرائيل باحترام الاتفاقيات سيمنع تحقيق السلام، سواء كان سلاح حزب الله شمالاً أم جنوباً من الليطاني”.
كما نقلت “معاريف” تحليلات تفيد بأن جعجع يسعى من خلال هذه التصريحات إلى تعزيز موقعه السياسي، تمهيداً لترشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية. ووفقاً للصحيفة، فإن جعجع يحاول استثمار الظروف الإقليمية والدولية التي قد تؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله، مما قد يتيح له فرصة لتقديم نفسه كمرشح قوي قادر على قيادة البلاد في هذه المرحلة.
في الختام، اعتبرت الصحيفة أن تصريحات جعجع تعكس طموحاته الواضحة لإعادة تشكيل المشهد السياسي اللبناني، مستنداً إلى خطاب تصعيدي يُكسبه تأييداً في الداخل والخارج. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً: هل يمتلك جعجع الأدوات السياسية اللازمة لتجاوز التعقيدات اللبنانية وإقناع الأطراف كافة بأنه المرشح الأنسب لقيادة لبنان؟