صرخة من أهالي النبطية: المساعدات تختفي
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
تتجه الأنظار إلى مصير المساعدات التي يفترض وصولها إلى الصامدين في قرى النبطية، وذلك بعد شكاوى متعدّدة من أبناء مدينة النبطية وقراها وصولاً إلى قرى إقليم التفاح، بعدم تلقيهم أي مساعدات منذ شهرين، فيما أشار البعض الآخر إلى توزيعها على أساس المحسوبيات.
تؤكد محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك “إرسال المساعدات للصامدين على الرغم من قلّتها”. وتشير مصادر في هذا السياق إلى أن ملف المساعدات قد تشوبه السرقات، ممن أوكلت إليهم عملية توزيعها في القرى والبلدات، أو يسجلون أعداداً كبيرة من العائلات في حين لا يتخطى عددها في كثير من البلدات الـ 40″.
أحد أبناء بلدة حاروف رفع الصوت عالياً بعدما لم يتلق مع 5 عائلات أي دعم، علماً أن الموكلين بالتوزيع سجلوا حصوله على حصّته.
إنّ ما وصل من المساعدات إلى الصامدين بعد مرور أكثر من شهرين على بداية الحرب على جنوب لبنان، قليل جداً، وغالباً ما يصل عبر جمعيات أهلية. وفي هذا السياق يؤكد الكثير من أبناء النبطية عدم تلقيهم أيّ مساعدات من السلطات المحلية، وما حصلوا عليه، عبارة عن حصص توزع إما عبر “إسعاف النبطية” التابع للنادي الحسيني أو “بيت الطلبة” أو بعض الجهات المحلية الأخرى، أما المساعدات التي ترسل عبر المحافظة فلا يرونها.
يقول فضل وهو أحد الصامدين في النبطية “لم أتلق أي مساعدة منذ بداية الحرب، خاصة المساعدات الحكومية، وطالما هناك مساعدات تصل على أسماء الصامدين، فهي باتت حقاً مكتسباً، ولنا كل الحق أن نسأل عن مصيرها ومن يأخذها بالنيابة عنّا؟”.
يبدو أن ملف المساعدات مشوب بالكثير من “الفساد” وتتحول بالنسبة إلى بعض العاملين في توزيعها إلى “ثروة” يجب الاستفادة منها، لبيعها بعد الحرب.
تجزم محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك أنها “ترسل المساعدات على قلّتها، والتي تحصل عليها بالقطّارة من قبل المنظمات الأجنبية أو الحكومية إلى البلديات في منطقة النبطية أو من تم تفويضهم بشكل خطي لاستلام المساعدات وتوزيعها للصامدين”.
تضيف: “حصل قضاء النبطية منذ بداية الحرب على 4000 حصة مساعدات 3000 وزعت على قرى النبطية و1000 على قرى حاصبيا، وهي أرقام قليلة نسبياً”.
مصدر متابع لملف المساعدات يقول “يصل إلى كل قرية حوالى الـ 70 إلى 100 حصة، يتم توزيع 10 منها للمحسوبيات، والباقي يخزن في المستودعات، بل أكثر من ذلك فقد يعمد بعض الموكلين توزيع الحصص إلى فتحها وسحب كمية منها وتوزيعها مفتوحة على بعض الناس”. يضيف المصدر “هذا يعني أن الجزء الأكبر ممن يستلمون هذه الحصص، يسرقونها أو يوزّعونها محسوبيات بين بعضهم، في حين يحرم الأهالي منها”.
إذاً الحصص التي تجهد محافظ النبطية للحصول عليها لتدعم صمود الأهالي تُسرق وتتبخر، السرقة لا تتوقف على مساعدات المحافظة فقط بل تطول مساعدات مجلس الجنوب، فالحرب بالنسبة إلى موزعي المساعدات فرصة ذهبية لا تعوّض، ولو على حساب حاجة الناس، فهل تضبط آلية توزيع الحصص أم تتواصل السرقات و “على عينك يا حرب”.