“تفاهماتٌ جديدة” في مفاوضات وقف النار بين إسرائيل ولبنان

أفادت القناة 14 الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن فرنسا انضمت رسميًا إلى آلية مراقبة الاتفاق المزمع بين إسرائيل ولبنان، في خطوة تُظهر تصاعد الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الثقة بين الجانبين.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الوساطة الأميركية التي يقودها المبعوث آموس هوكشتين، وسط تقارير تشير إلى اقتراب الطرفين من التوصل إلى تفاهمات شاملة.

وأشارت القناة إلى أن المفاوضات الحالية شهدت تقدمًا في ملفات حساسة، أبرزها ما يتعلق بوضع الجنوب اللبناني. ومن بين التفاهمات الأولية المطروحة، انسحاب حزب الله، إلى ما وراء نهر الليطاني، مع نزع سلاحه في المنطقة الممتدة بين النهر والحدود الإسرائيلية.
في سياق متصل، تحدثت القناة عن تفاهمات إضافية تتعلق بعودة السكان اللبنانيين غير المسلحين إلى بلداتهم الواقعة جنوب نهر الليطاني، مع فرض قيود صارمة تمنع عودة أي عناصر مسلحة أو مرتبطة بالمقاومة.

وتشمل التفاهمات ضمان عدم استخدام المناطق الحدودية لأغراض عسكرية، مما يشير إلى رغبة إسرائيل في تقليص أي تهديدات مباشرة على مستوطناتها الشمالية.
وقد قال مسؤول إسرائيلي، اليوم الإثنين، إنه تم إحراز “تقدم كبير” في المحادثات الجارية مع لبنان، لكنه أشار إلى وجود بعض النقاط الخلافية التي تحتاج إلى تسوية دون الخوض في تفاصيلها.
وأكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايكل هرتسوغ، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن التوصل إلى اتفاق قد يكون “في غضون أيام قليلة”، قائلاً: “نحن قريبون جدًا من اتفاق، نحتاج فقط إلى سد الفجوات الأخيرة”.

وأوضح هرتسوغ أن الاتفاق المرتقب يجب أن يحقق هدفين رئيسيين: ضمان عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، وإبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية للبنان. وأضاف: “إذا كانت هناك أي اضطرابات مستقبلية، فإسرائيل تحتفظ بحرية التصرف”.
في حين نقل مصدر إقليمي مطلع لشبكة CNN، امس الأحد، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله “قريب للغاية”، مشيرًا إلى أن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة. ومع ذلك، حذر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون من أن الوسطاء لم يحصلوا بعد على الضوء الأخضر النهائي لإعلان الاتفاق.
وفي تصريحات لشبكة CNN، قال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: “نحن نتحرك نحو هذا الاتجاه، ولكن لا تزال هناك قضايا عالقة تحتاج إلى معالجة”.

انضمام فرنسا إلى آلية مراقبة الاتفاق يعد خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز الضمانات الدولية لالتزام الأطراف بالاتفاق المرتقب، حيث يُتوقع أن تلعب باريس دورًا محوريًا في مراقبة تنفيذ البنود ومتابعة الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية، في حال إقراره.
مع تزايد الضغوط الدولية والحاجة الماسة لوقف إطلاق النار، تبقى الساعات القادمة حاسمة لتحديد مستقبل الاتفاق. وبينما تؤكد المصادر الإسرائيلية والإقليمية اقتراب التوصل إلى تفاهم، يظل النجاح مرهونًا بتسوية النقاط الخلافية وضمان التزام الأطراف كافة بشروط الاتفاق.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى