سيناريو مفاوضات غزة يتكرّر… أمر وحيد يدفع للتسوية قبل الإنتخابات الأميركية!
يصل مستشارا الرئيس الأميركي، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، إلى إسرائيل اليوم الخميس، وفي جعبتهما مسودة ورقة لإتفاق جرى تسريب ما تتضمنه، لا سيما من الجانب الإسرائيلي، بأسلوب يشبه إلى حد بعيد ما انتهجته إسرائيل طوال فترة المفاوضات بينها وبين حركة حماس.
هذا ما يتطرق إليه الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي، في حديثه لـ”ليبانون ديبايت”، حيث يرى أن “هناك تسريبات كثيرة تتعلق بإتفاق وقف إطلاق النار، على غرار ما حصل عندما كان الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقدان الاتفاق لصفقة التبادل مع حماس، حيث كانت الأخيرة تُفاجأ بأن هناك تسوية وافقت عليها دون أن يكون لها علم بذلك لتقوم لاحقًا بنفيه، واليوم يتكرر السيناريو نفسه مع لبنان”.
ويتساءل ريفي تعقيبًا على ما يتم تسريبه: “على أي أساس سيوقف نتنياهو الحرب؟ هل حقق أهداف الحرب؟ وهل رسم صورة انتصار بعد أن ذهب وهج اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد يحيى السنوار؟ وكيف يتحدث عن انتصار في ظل استعادة المقاومة لعافيتها وانتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا؟ وفي ظل عمليات نوعية تقوم بها المقاومة في لبنان وغزة؟ وكيف يبرر أنه يريد التفاوض مع حماس لإعادة الأسرى بعد شعاره الطنان بالقضاء على الحركة؟ وعدم قدرته على إعادة النازحين إلى شمال الأراضي المحتلة بالقوة؟”.
ومن هذا المنطلق، يرى ريفي أن “التسريبات، من خلال الرؤية الأميركية، لا قيمة لها، لا سيما أن لبنان أمام ثوابت وطنية عبر عنها كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اللذان أكدا أن الأولوية لديه هي وقف إطلاق النار، ومن ثم تطبيق القرار 1701 وعدم المس بمهام اليونيفيل”.
ويؤكد أن “هوكشتاين، الخبير بالوضع اللبناني، يعلم تمامًا ما هو السقف الذي يمكن أن يتساهل لبنان في تقديمه من أجل الاتفاق، لبنان قال عبر الرئيس ميقاتي في الأمم المتحدة ما لديه، وبالتالي لا يمكن لأي أحد أن يبدل من هذه الثوابت”.
ويلفت إلى أن “هوكشتاين سيطرح ذلك على إسرائيل، ولا شك أن نتنياهو خفّض من سقف شروطه بعد فشله في تحقيق أهداف الحرب، وبالتالي بدأ بالهذيان بالحديث عن شعارات فضفاضة منها القضاء على المحور، والرأي العام الإسرائيلي بات على يقين أنه يضحي بكل شيء من أجل مصلحته فقط”.
ويؤكد ريفي، أن “اليوم الكلمة هي للميدان، حيث نضجت طبخة المفاوضات، والداخل الإسرائيلي بدأ يتحضر للانقلاب على نتنياهو، لا سيما أنه يعتبره أسوأ رئيس حكومة مر على إسرائيل، كما أن المقاومة في لبنان استعادت عافيتها، ويمكنها أن توجه ضربة مؤلمة للعدو تدفع نتنياهو للقبول بالمفاوضات وفق الرؤية اللبنانية كما حصل في العام 2006”.
ويشير إلى أن “هذه الضربة إذا حصلت قبل الانتخابات الأميركية، فإن نتنياهو سيرضخ للمفاوضات، وهذا التوقع مرتبط بما توثقه المقاومة يوميًا من بطولات عند الحدود وما تلحقه من خسائر بصفوف العدو، وبالتالي، هناك نقاش جدي في إسرائيل حول أنها تخوض حربًا بدون أهداف وتدفع الثمن الباهظ، لذلك صمود المقاومة واستكمال مواجهة العدو قد يحصد وقفًا لإطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية، وإذا لم يحصل ذلك، فإنه بعد الانتخابات سنشهد تصعيدًا كبيرًا من طرفي النزاع، لأن الأمور ستصل حينها إلى المواجهة الكبرى”.