توقعات بعودة لودريان الاسبوع المقبل.. بري: كل أطراف الخماسية أيدت مبادرتنا الرئاسية
من المقرر ان يعود عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الاسبوع المقبل ، بحسب المعطيات الديبلوماسية المتوافرة.
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التقى السفير السعودي وليد البخاري على مدى ساعة في الديمان وتناول الحديث تحرك اللجنة الخماسية والتطورات في الجنوب علما ان اللجنة الخماسية ستعقد اجتماعها المقبل في مقر السفارة السعودية . وافيد ان “البخاري اكد للراعي وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة”. ويسبق حراك سفراء “الخماسية” في بيروت عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي تفيد معلومات ان الرياض استعجلت إعادة تحريك مهمته . وفي الاجتماع الاخير للسفراء الخمسة في مقر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في قصر الصنوبر تبين ان الدوائر السياسية في عواصمهم لم تنفك عن متابعة مساعيها الرئاسية رغم صعوبة التعاطي مع الافرقاء اللبنانيين. وحضر الملف الامني في الجنوب من الباب الواسع مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية وانعكاسها على المسار العام في البلد. ولم يخرج مضمون اللقاء في الملف الرئاسي عن اطار التشاور وتبادل الافكار التي تساعد في التقريب بين الكتل النيابية والتوجه الى جلسة انتخاب مضمونة النتائج بغض النظر عن الاسم الذي سينتخب.
وفي هذا السياق اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري امس ان “ما طرحناه في ٣١ آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان”. وأضاف ان :”كل أطراف الخماسية أيدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق فما الذي يمنع اعلان تأييدها بالجملة؟”
ورداً على سؤال حول إمكان قيام إسرائيل بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب قال بري :”فشروا”.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أية أفكار تتصل بالملف الرئاسي لم يتم تبادلها وإن كل ما ينقل في هذا المجال هو الجهوزية لتحريكه، على أن اللجنة الخماسية لا ترغب في حرق أية أوراق ولذلك قد تترك المهمة الرئاسية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت قريبا.
إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن ما سجل من تطورات على الجبهة الجنوبية والمواقف من ملف غزة قد يؤثر على الملف الرئاسي وبالتالي الحركة الجديدة تقوم على النجاح بفصل الإستحقاق الرئاسي عن ملف غزة.
وكتبت ” الديار”: وفقا لمصادر مطلعة، فان كلام البخاري في الديمان كان واقعيا، واظهرعدم حصول تبدل وشيك في المعطيات تدفع بالملفات نحو الحل، ويبدو الامر مستبعدا في الظرف الراهن، نتيجة الاوضاع المتفجرة في المنطقة ومن ضمنها في غزة والجنوب، وهذا لا يشجع على الرهان على الحراك المستأنف «للخماسية، التي تنتظر خفض التوترات الاقليمية كي «يبنى على الشيء مقتضاه».
وكتبت” الجمهورية”:الزخم الذي رافق عودة اللجنة الخماسية الى استئناف حراكها على الخط الرئاسي، لم يكن بحجم الآمال التي علّقت على هذا الحراك، حيث انّ اجتماع سفرائها السبت في قصر الصنوبر، لم يرقَ إلى ما تاق إليه اللبنانيون بأنّ يشكّل قوّة دفع جديدة ونوعيّة في اتّجاه التعجيل في انتخاب رئيسللجمهورية، فيما تتدحرج في موازاته كرة الاحتمالات الحربية على جبهة الجنوب، تزامناً مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري ضدّ لبنان، وفرض واقع جديد.
مرّ اجتماع سفراء الخماسية مرور الكرام، فلا بيان توضيحياً لما بحثه السفراء، ولا تحدّد ما تقرّر فيه؛ ما تسرّب عنه لبعض المعنيين لا يشي بأنّ اللجنة بصدد انتهاج مسار جديد في تحركها، يعوّل عليه لكسر جدار التعطيل.
وعلى ما هو واضح، فإنّ الجولة الجديدة قد انطلقت؛ السفير السعودي وليد البخاري حطّ في الديمان ووضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في أجواء الحراك الجديد، وجهود اللجنة التي تعول على أن تقابلها ليونة من مختلف الاطراف، بما يسهّل فتح نافذة أمل في الجدار الرئاسي.
وأفادت المعلومات الرسمية بأنّ «أبرز النقاط التي تناولها هي اجتماعات اللجنة الخماسية، وما ستساهم فيه زيارة لودريان إلى لبنان في سبيل الدفع بملف الاستحقاق الرئاسي. واكّد البخاري للبطريرك الراعي وقوف السعودية إلى جانب لبنان، واهتمامها بمساعدته في تخطّي أزماته على الصعد كافة ». وللغاية نفسهايأتي تحرّك السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في اتجاه عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
وبحسب مصادر موثوقة فإنّ أجندة اللجنة تلحظ مواعيد جديدة، والسفير المصري وفر على اللبنانيين أن يتكبّدوا عناء الرهان على طرح نوعي للخماسية، بتأكيده انّ مهمتها محصورة في البحث عن مشتركات للبناء عليها لفتح الباب الرئاسي. بل إنّ «الخماسية »، على ما قال أحد سفرائها ل «الجمهورية »، عاقدة العزم بتوافق كل أعضائها، على أن تمدّ للبنانيين يد المساعدة لإنزالهم عن الشجرة .»
واللافت في كلام سفير الخماسية عينه، تأكيده «انّ الانطباع الذي تكوّن لدينا من اللقاءات التي نجريها، يؤكّد بما لا يقبل أدنى شك، انّ كل الاطراف في لبنان مأزومة وتريد أن ترى نهاية قريبة لأزمة الرئاسة، لكنّها في الوقت نفسه حذرة من بعضها البعض، وتزرع الألغام في وجه بعضها البعض، ربطاً بالتجارب الخلافية التقليدية في ما بينها.
وكشف مرجع سياسي عن أنّ معطيات يملكها تؤكّد حضوراً سعودياً فاعلًًا هذه المرّة على الخط الرئاسي، وأنّ زيارة لودريان إلى بيروت في حكم المقرّرة خلال الاسبوعين المقبلين.
ولفت المرجع إلى معلومات تبلّغها من مسؤول اوروبي زار لبنان في الآونة الاخيرة، تفيد عن جوّ دولي مدعوم اميركياً، يؤكّد انّ فرصة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ممكنة جداً قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل. وهذه الفرصة متاحة أمامهم حتى ذلك الوقت، وخصوصاً انّ تفويتها قد يطيل أمد الفراغ اكثر، ليس إلى كانون الثاني موعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد لمهامه، بل ربما إلى ما أبعد من ذلك بكثير، ربطاً اولاً ببناء الادارة الاميركية الجديدة، وثانياً بما قد يبرز من تطورات أو مستجدات في المنطقة.