“تسونامي سيطال دولة” مصدره لبنان.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي عنه؟

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدثت فيه عن تهديد أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله لقبرص خلال خطابه الأخير، إذ قال إنه في حال ساعدت الأخيرة إسرائيل في قتالها ضد لبنان، فإن ذلك سيعرضها للقصف.

يشير التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ الكلام الذي أطلقهُ نصرالله أحدث مفاجأة كبيرة في نيقوسيا وكذلك لدى الحكومة الإسرائيلية، ويضيف: “تنفي مصادر مُطلعة على التفاصيل وجود أيّ نية من جانب قبرص لمساعدة إسرائيل عسكرياً، لكن التهديد يطال العلاقة الأمنية بين إسرائيل وقبرص، ويزيد الخوف من عواقب حرب واسعة النطاق ضد لبنان على خلفية التقرير الذي يفيد بأنَّ إسرائيل تقوم بالفعل بنقل الموارد العسكرية إلى الحدود مع لبنان، كجزء من الاستعدادات لهجوم واسع النطاق”.

ويلفت التقرير إلى أن قبرص وإسرائيل فوجئتا بـ”التهديد الذي صدر بشكلٍ غير عادي ضد دولة عضو في الإتحاد الأوروبي”، وأضاف: “يبدو أنّ نصرالله يقدر أنه في حالة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، سيتعين على طائرات سلاح الجو أن تهبط وتقلع من قبرص، وهو يسعى إلى خلق ردع ومنع هذا الاحتمال، لكن ليس من الواضح من أين حصل نصرالله على هذا التقدير”.

وينقل التقرير عن مصدر مطلع على الأمر قوله: “لن تسمح قبرص لطائرات أي دولة – بما في ذلك إسرائيل – باستخدام مطاراتها للخروج ومهاجمة دولة ثالثة وإسرائيل لم تطلُب ذلك أبداً وهذا ليس في متناول أحد”.

ويضيف المصدر: “هذا لا يعني أن الطائرة الإسرائيلية التي تتعرض لمتاعب أثناء الحرب لن تطلب الهبوط اضطرارياً في قبرص، إلا أن الإقلاع منها لمهاجمة دولة ثالثة، فهذا لن يحدث أبداً”.

ويتابع: “القبارصة لن يسمحوا لأية طائرة بالإقلاع منهم لمهاجمة لبنان. القبارصة ليسوا أغبياء، وليس لديهم أي نية للسماح لأي دولة أخرى باستخدام أراضي قبرص لمهاجمة دولة أخرى”. وعقب التهديد، أعلنت السلطات في نيقوسيا أنها تقوم “بشكل مستمر” بمراجعة وتحديث استعداداتها في مواجهة محاولات تنفيذ هجمات إرهابية في الجزيرة.

ووفقاً لـ”يديعوت”، فإنّ الخوف في نيقوسيا من احتمالات التصعيد الإقليمي يذهب إلى ما هو أبعد من الإرهاب، فإلى جانب تهديد نصرالله، تشعر الجزيرة بالانزعاج من عواقب بعيدة المدى في حالة اندلاع حرب حقيقية بين إسرائيل وحزب الله.

وقال مسؤولون قبارصة كبار، يخشون من أن تؤدي الحرب في لبنان إلى تحويل الجزيرة إلى وجهة لنزوح جماعي: “إذا وقع زلزال في لبنان – فإن تسونامي سيضرب قبرص”.

وبحسب “يديعوت”، فإنّ المسؤولين في نيقوسيا يفهمون أن نصرالله غير راضٍ عن العلاقات الوثيقة مع إسرائيل، لكنهم ما زالوا لا يفهمون ماذا يريد منهم، وتضيف الصحيفة: “مصلحة قبرص هي خفض ارتفاع النيران وتجنب أزمة تهديد نصرالله، ولعل هذا هو السبب وراء التصريح المعتدل إلى حد ما للرئيس نيكوس خريستودوليديس، الذي قال إن كلام الأمين العام لحزب الله لا يعكس الواقع وأن قبرص ترى نفسها جزءا من حل الصراع وليس جزءاً من مشكلته”.

ويكمل التقرير: “لكن التهديد الذي تتعرض له الجزيرة لا يأتي من فراغ تماماً، فإسرائيل وقبرص تربطهما علاقات أمنية ودفاعية وثيقة، وينعكس ذلك في عنصرين رئيسيين: إسرائيل هي المورد الأول أو الثاني للمعدات الدفاعية لقبرص. كذلك، هناك تعاون بين الدول في التدريبات، ويقوم الجيشان الإسرائيلي والقبرصي معاً بإجراء تدريبات غير موجهة ضد طرف ثالث. وقبل عامين فقط، جرت مناورة للجيش الإسرائيلي في قبرص ، والتي أُعلن أنها الأكبر خارج حدود إسرائيل، وشاركت في التمرين نفسه أكثر من 50 سفينة وقوات إنزال وطائرات ومروحيات – وآلاف المقاتلات”.

ويكمل: “بشكل عام، يمكن القول إن العلاقات بين إسرائيل والجزيرة المجاورة كانت ممتازة قبل الحرب، وبقيت جيدة حتى بعدها، على الرغم من قدر لا بأس به من الانتقادات التي سمعت بين المسؤولين في قبرص منذ اندلاع القتال”.
ويضيف: “لقد أثارت المشاهد القاسية من غزة انتقادات حادة لإسرائيل في الرأي العام المحلي، وخاصة من عناصر اليسار السياسي، لكن الحكومة في نيقوسيا كانت ولا تزال صديقة لإسرائيل. فمنذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها الحرب، أعربت قبرص عن تضامنها مع إسرائيل، ودعمت حقها في الدفاع عن النفس ـ ضمن حدود القانون الدولي ـ وأدانت حماس بشدة”.

وأكمل: “كذلك، فقد جاء رئيس قبرص خريستودوليديس في زيارة تضامنية بالفعل في بداية الحرب مطلع تشرين الأول الماضي، وجاء وزير خارجيته في زيارة في تشرين الثاني. حتى أن وزارة الخارجية القبرصية رفعت العلم الإسرائيلي في ذلك الوقت في خطوة غير عادية نسبيا من وجهة نظر دبلوماسية، والتي نبعت بالطبع من أهوال مذبحة 7 تشرين الأول. وحتى في البرلمان، تضامن النواب مع إسرائيل، ورفعوا علمها على جدرانه”.

وأردف: “مع استمرار الحرب، تزايدت الانتقادات الموجهة إلى الجزيرة، ولم يعد ممكناً رؤية التظاهرات العامة الداعمة لإسرائيل هناك. لا شك أن استمرار الحرب يمنح منتقدي إسرائيل رياحاً مواتية، لكن مواقف الحكومة تبقى إيجابية ازاءها، ولا يمكن العثور على إدانات من قبرص – باستثناء حالة استثنائية بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي بطريق الخطأ 7 عمال إغاثة إنسانيين من منظمة المطبخ المركزي العالمي كانوا يوزعون الطعام على اللاجئين في قطاع غزة، وهو طعام وصل عبر البحر الممر من قبرص”.

ويتطرق التقرير إلى علاقة قبرص بلبنان، ويضيف: “يتمتع البلدان بعلاقات طويلة الأمد، وعلى مر السنين، وصل عدد لا بأس به من الأشخاص الذين فروا من لبنان إلى الجزيرة، وكان معظمهم في البداية من المسيحيين ثم لاحقاً من الطائفتين السنية والشيعية. وفي حرب لبنان الثانية عام 2006، وصل جميع المواطنين الأجانب الذين تم إجلاؤهم من لبنان إلى قبرص في البداية، وذلك عن طريق البحر والجو، ومن هناك تم نقلهم إلى كل أنحاء العالم”.

مصدر مهم آخر يؤثر على العلاقات بين قبرص ولبنان هو تسلل اللاجئين والمهاجرين، ومعظمهم من السوريين، من لبنان، ويقول التقرير إن عدداً كبيراً من هؤلاء وصل بشكلٍ غير قانوني إلى قبرص، وكان هذا بمثابة مصدر للتوتر في الأشهر الأخيرة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية فقط، قام الرئيس القبرصي خريستودوليديس بزيارتين إلى لبنان لمعالجة المشكلة، ومنذ ذلك الحين يبدو أن قوارب المهاجرين توقفت عن الوصول، بحسب التقرير.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى