استثمار جديد بالطاقة الشمسية لدعم القطاع الصحي

برعاية وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، تمّ تدشين نظام الطاقة الشمسية المقدم من “اليونيسف” لمبنى الوزارة في حفل حضره ممثل منظمة “اليونيسف” في لبنان إدوارد بيجبيدير، وممثل منظمة الصحة العالمية عبد الناصر أبو بكر، وعدد من الشركاء.

ويأتي المشروع من ضمن استراتيجية اليونيسف الشاملة لدعم نظام الصحة العامة في لبنان ودعم الوزارة في مختلف المبادرات المتعلقة بالطاقة الشمسية بالتعاون مع الشركاء وفي مقدمهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية. وهو يشكل جزءًا تنفيذيًا أساسيًا من استراتيجية الطاقة المستدامة في القطاع الصحي التي أقرتها الوزارة في كانون الأول 2022 حيث سيعزز وظائف الوزارة بشكل عام ويقلل الاعتماد على الكلفة العالية لتأمين المحروقات للمولدات، ويتيح الإستغناء عن استخدام المولدات والطاقة الكهربائية خلال الليل لتضمنه نظاما متكاملا لتوفير الطاقة.

الأبيض
وشكر الأبيض اليونيسف على تقديمها الدعم للمشروع، لافتًا إلى أهميته كونه يشكل حلا بيئيًا ومستدامًا، ويسلط الضوء على ضرورة دعم المؤسسات وتطويرها كي تكون مؤهلة للقيام بواجبها وتقديم الخدمات المطلوبة منها، خصوصًا في الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان.

وتابع مؤكدًا أن وزارة الصحة العامة كانت من المؤسسات القليلة التي حافظت على نمط عمل متكامل ومستمر، ليس فقط في الظروف الصحية الطارئة لدى انتشار وباء كورونا وفاشية الكوليرا، بل في الظروف العادية أيضا حيث تواصل العمل بشكل طبيعي لإنجاز الملفات كافة على غرار تسليم أذونات مزاولة المهنة وبرامج الرعاية وغيرها. وقال إن أداء الوزارة حافظ على تميزه بفضل الموظفين الذين قاموا بواجبهم بغض النظر عن المردود المادي الذي كانوا يحصلون عليه، واعدًا إياهم بالسعي لتأمين ظروف عمل أفضل لهم.

وأضاف: إن الأوضاع الصعبة التي وصل إليها لبنان تجعل شكوى المواطنين محقة. ولكن ذلك لا يشكل سببًا لعدم قيام كل شخص بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في المكان الموجود فيه. إن التزام كل فرد بمسؤوليته يؤكد الإصرار على الإستمرار والتطور. لن يتغير الوضع بسحر ساحر ولكننا نستطيع أن نراكم الإنجازات والخطوات ونسهم في التطوير. لبنان بلدنا، وهو مسؤوليتنا. وبالدعم الذي نحصل عليه من الشركاء نستطيع بلوغ مبتغانا. وإن شاء الله، نتمكن من إعادة بناء لبنان.

بيجبيدير
بدوره، قال ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدير: “هدفنا الأساسي هو تعزيز أنظمة الصحة العامة، وضمان قدرتها على توفير خدمات الرعاية الصحية الوقائية والتعزيزية والعلاجية لمن هم في أمس الحاجة إليها. وأنطلاقاً من إيماننا بالدور الحاسم لوزارة الصحة العامة في إدارة سياسات وبرامج الصحة العامة، دعمنا تشميس الوزارة نفسها”. وأضاف : “ستواصل اليونيسف الدعوة إلى دمج إجراءات الطاقة المتجددة المراعية للطفل في الخطط المتعددة القطاعات لتحقيق نتائج تغييرية لحياة أفضل للأطفال والشباب وعائلاتهم في جميع أنحاء لبنان.”

فواز
وقدم رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة هشام فواز عرضًا تقنيًا حول المشروع مؤكدًا أنه يشكل تأكيدًا على أن استراتيجية الطاقة المستدامة التي وضعتها وزارة الصحة العامة ليست حبرًا على ورق بل يتم تطبيقها تباعًا.

وأعطى لمحة عن مشاريع اليونيسف لدعم القطاع الصحي بالطاقة الشمسية: “انطلاقًا من التزام اليونيسف بحلول الطاقة المستدامة منذ العام 2023، تم العمل على تجهيز بالطاقة الشمسية لأكثر من 182 مركزا للرعاية الصحية الأولية، و14 مكتبا من مكاتب القضاء، ومستودع اللقاحات المركزي، و يتمّ حاليا تجهيز 23 مستوصفا ومرفقاً صحياً إضافياً. فمن خلال العمل جنبا إلى جنب مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقوم اليونيسف أيضا بتسهيل تجهيز المستشفيات الحكومية، بما في ذلك المشروع الجاري حالياً في المستشفى التركي في صيدا. وقد أثرت هذه المبادرات بشكل مباشر على الأسر من خلال ضمان الأداء الوظيفي المستدام لمرافق الصحة العامة، والحد من الإنفاق، وتوسيع نطاق الحصول على الرعاية الأساسية، والمساهمة في تحقيق تغطية الرعاية الصحية الشاملة.

لن يؤدي تجهيز وزارة الصحة العامة بالطاقة الشمسية إلى تقليل الاعتماد على الكلفة العالية لتأمين المحروقات للمولدات فحسب، بل سيعزز أيضا وظائفها بشكل عام. إذ يستضيف مبنى الوزارة إدارات حيوية مثل مركز الاستجابة للطوارئ (PHEOC) ، وإدارة الرعاية الصحية الأولية ، وإدارة المستشفيات والمستوصفات، ووحدة الترصّد الوبائي، فوزارة الصحّة العامة هي جزء لا يتجزأ من الحفاظ على خدمات الرعاية الصحية الفعالة”.