حركة ناشطة لمنع انفلات الحرب.. سباق دبلوماسي مع الخطر المتزايد

تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وارتدادتها على أكثر من جبهة تزداد خطورة يوما بعد يوم، منذرة باحتمالات توسعها إلى حرب إقليمية في ظل الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل رغم كل التحول في الرأي العام الأميركي والغربي نتيجة الجرائم والفظائع التي ترتكبها إسرائيل.

وفي هذا السياق يبدأ وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن اليوم جولة شرق أوسطية تشمل إسرائيل ومحطّات عديدة أخرى لم يعلن بعد عن تفاصيلها. غير أن وزارة الخارجية الأميركية استبقت الزيارة بالإعلان أن بلينكن ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا اتفقا على السعي إلى اتخاذ خطوات، لتجنيب توسع الحرب في الشرق الأوسط بعد ضربات في لبنان وإيران. وقال الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن وكولونا بحثا عبر الهاتف في أهمية التدابير لمنع توسع النزاع في غزة، بما في ذلك خطوات إيجابية لتهدئة التوترات في الضفة الغربية وتجنب التصعيد في لبنان وإيران. 

المخاوف الأميركية والفرنسية تبدو أيضا بالزيارة التي يقوم بها المستشار اموس هوكشتاين إلى الأراضي المحتلة لاستئناف البحث مع المسؤولين الاسرائيليين في تطبيق القرار 1702، وكذلك في الاتصالات التي يقوم بها السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو مع القيادات السياسية. 

مصادر سياسية لفتت عبر “الأنباء” الالكترونية الى جدية المساعي التي يقوم بها هوكشتاين لتنفيذ القرار 1701 وإعادة ترسيم النقاط العالقة على طول الخط الأزرق من الناقورة غرباً حتى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقا. وأفادت المصادر أن هوكشتاين تمكن في زيارته السابقة الى اسرائيل من التوصل الى تسوية مقبولة لسبع نقاط مختلف عليها من أصل ثلاث عشرة نقطة، ولم يبقَ سوى ست نقاط يجري التفاوض بشأنها، بما فيها النقطة ب1 المتنازع عليها في الناقورة، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بانتظار أن يتسلم لبنان من الجانب السوري الخرائط التي تؤكد لبنانيتها، مع الإشارة الى وجود خرائط في الامم المتحدة تؤكد ذلك.

المصادر توقعت أن ينتقل هوكشتاين من اسرائيل الى لبنان لإبلاغ المسؤولين الجانب اللبناني بآخر ما توصل اليه مع الاسرائيليين. المصادر لفتت أيضاً الى الزيارة التي قام بها السفير الفرنسي ماغرو الى الجنوب اللبناني ولقائه القوة الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل وإبلاغها بأن المنطقة مقبلة على تطورات خطيرة إذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية بتنفيذ الـ1701.

في المواقف، رأى النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن مسألة تطبيق القرار 1701 ما زالت بعيدة في الوقت الحاضر، وقد يتأخر ذلك الى ما بعد الانتهاء من حرب غزة، لأنه بمجرد موافقة حزب الله على تطبيقه فهذا يعني أن إسرائيل هي التي انتصرت، فتكون قد وصلت الى ما تريد مستبعداً ان يوافق الحزب على ذلك لأنه لا يستطيع تحمل عواقبه. 

من جهة ثانية أبدى الحشيمي اعتقاده أن المواجهات مع العدو الاسرائيلي ستبقى ضمن قواعد الاشتباك ولن تتحول الى حرب شاملة. وقال “اسرائيل كما بات معروفاً تضرب في سوريا وفي العراق، لكن اعتداءاتها في لبنان ستبقى ضمن نطاق جغرافي معين بدليل استهدافها لنائب رئيس حماس دون غيره”، مستغربا “تضخيم ما جرى لأن العاروري كان سجيناً لديهم لأكثر من 15 سنة، لكنهم من الواضح يفتشون عن أي شيء لرد اعتبارهم ورفع معنوياتهم بعد عملية طوفان الأقصى”.

ورأى الحشيمي أن “لا شيء تغير، والممسكون بزمام الأمور يفضلون بقاء الوضع على حاله، أي ساحة مستباحة يجول فيها وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان دون مراسيم أو بروتوكولات”، على حد تعبيره. 

ورغم كل الحراك الدولي والإقليمي لا شيء بعد يطمئن إلى أن الخطر سيزول، بل كل المؤشرات حتى اليوم توحي بالقلق ما يستدعي داخليا حركة جدية هذه المرة للبت بالملفات الأساسية المعلقة.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى