"غيومٌ سوداء" تسدّ الأفق الرئاسي... وترقبٌ لخطوة برّي ربطاً بمبادرته
اذا كانت الجهود الرامية الى إطلاق حوار رئاسي، بدءاً بالمسعى الذي يقوده الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان باسم اللجنة الخماسية، وصولا الى الدعوة الاخيرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى حوار رئاسي لسبعة ايام تليه جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، قد انطوت على تمنيات بتصاعد الدخان الابيض في الاجواء الرئاسية، إلّا أنّ الفرز المتجدّد على ضفتي الملف الرئاسي، وعلى ما تقول مصادر سياسية مسؤولة لصحيفة “الجمهورية” فتح الافق اللبناني على مصراعيه امام تكوّن غيوم سوداء من شأنها ان تسد الافق السياسي الرئاسي اكثر فأكثر، وربما بشكل نهائي.
ووفق المعلومات فإنّ ما استجد على هذا الصعيد، لا سيما لجهة المواقف العالية النبرة التي اطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لم يكن مفاجئا للطرف الآخر. بل كان متوقعا وبالحدود التي صدرت فيها تلك المواقف.
وخلافاً لما تردّد في اوساط الاطراف التي تسمّي نفسها سيادية عن ان مبادرة بري فاشلة في توقيتها وشكلها ومضمونها، فإنّ المؤيدين لهذه المبادرة اعتبروا انها “عَرّت المعطلين، وكشفت من يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية، ومن يريد للبلد ان يبقى مأزوماً، ويُخاصم كل من يدعو الى الحوار والتوافق، على ما جرى في المواقف الاعتراضية على الموقف الأخير للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي”.
وفي السياق، اكدت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” أن مبادرة بري، وعلى رغم التشنّج الذي أبداه حزب “القوات اللبنانية” وبعض اطراف ما يسمّى الفريق السيادي، ما زالت قائمة والايام القليلة المقبلة ستشهد بالتأكيد الخطوة التالية للرئيس بري، ربطاً بمبادرته”.