أسابيع معدودة تفصل لبنان عن العدوان الكبير

ثلاثة صراعات تدور حالياً في المنطقة، ولبنان معني بشكل مباشر باثنين منها، فيما الصراع الثالث، يعنيه بشكل غير مباشر ‏وهو الصراع الدائر في إسرائيل على راس بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف.‏

أما الصراعان الأخرين فهما حرب المقاومة الفلسطينية في غزة، والصراع السياسي مع القليل من الأعمال ‏العسكرية الى الان في جنوب لبنان، وهو ما سوف نتطرق له.‏فمن المعلوم أن السياسية الأميركية تحركت صوب لبنان (وكذلك الأساطيل الحربية الغربية) بعيد انطلاق ‏عملية طوفان الأقصى والهدف منها حماية الحدود الإسرائيلية والمستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان ‏عبر فرض تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 وإضافة بنود عليه بما يتناسب مع الشروط الأمنية ‏الإسرائيلية.‏

والى الان، لا تزال إسرائيل تهول على لبنان واللبنانيين وتهدد بأنها سوف تفرض القرار 1701 بالقوة ‏‏(يبدو انه هناك مهلة زمنية للديبلوماسية أبلغت إسرائيل بها أميركا) بحيث تترك الحرية للعمل الدبلوماسي ‏قبل الشروع بالعدوان الكبير على كل لبنان.‏إيران ومعها طبعاً “حزب الله” يرفضون تقديم أي ضمانات للمستوطنين، وعليه لا يقبل الحزب بالانسحاب ‏الى شمال نهر الليطاني بحسب القرار1701.

من هنا تأتي محاولات الإغراء الأميركية من قبيل الطلب الى ‏إسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا والمناطق المتنازع عليها مع لبنان وهي المنطقة التي يتخذها الحزب، ‏ذريعة لوجود سلاحه بهدف تحريرها من الاحتلال (ومن ناحية أخرى في حال تم الانسحاب يفقد الحزب ‏مبرر وجود سلاحه وهو ما يضعه بموقف محرج على الصعيد الداخلي) ومن المغريات الأميركية الحديث ‏عن استثمارات وقروض لدعم الاقتصاد اللبناني وطبعا تسهيلات اكثر لإيران في المنطقة خاصة في ‏العراق.

‏إيران من ناحيتها تحاول إفهام الأميركيين أنها تملك أوراقاً إقليمية كثيرة سوف تستخدمها في حال حاولت ‏إسرائيل تطبيق القرار1701 بالقوة، ومن هذه الأوراق، الورقة الحوثية وتهديد الملاحة في البحر الأحمر ‏وبحر العرب، وهي رسائل ظاهرها المشاركة في معركة غزة لكن حقيقتها الصراع الديبلوماسي بين ايران ‏وأميركا حول 1701، بالإضافة الى المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا.‏

ذلك باختصار ما يدور في المنطقة والذى يبدو انه سوف يستمر أقله الى شهر شباط القادم بحيث تكون ‏صورة الحرب على غزة قد بدأت تظهر ومن ثم سوف تصب الجهود الديبلوماسية (قبل ربما العسكرية) ‏على معركة تطبيق القرار 1701 والذي في حال كان تطبيقه عسكرياً سوف نلاحظ إضافات عليه وتعديلات من قبل ‏إسرائيل.‏

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى