الأزمة الى أسابيع خطرة
كتبت يوسف فارس في “المركزية”:
بات من شبه المؤكد ان عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان حاصلة لا محالة بعد تحديد موعدها في السابع عشر من ايلول على ان يجري مروحة اتصالات ومشاورات مع اعضاء اللجنة الخماسية ثم مع بعض المرجعيات اللبنانية تمهيدا للزيارة ويقرر بناء عليها الخطوات المقبلة. المرجح ان يعقد لودريان جولة حوار مع القوى السياسية بمن حضر في السفارة الفرنسية بقصر الصنوبر وان يحمل القوى المعارضة للحوار المسؤولية سيما وان الهدف منه تقريب وجهات النظروتضييق مساحة الخلافات وتحديد مواصفات مشتركة للرئيس العتيد للبلاد وبرنامج عمله، وان مقاطعة فريق او اثنين كما فهم لن تثني لودريان عن اجراء الحوار اذ ان الفرنسيين اكدوا خلال اتصالات مع بعض الاطراف المحلية استمرارهم مهما كانت الصعوبات بالدور التوفيقي بين القوى اللبنانية والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على وضع خارطة طريق للخروج من نفق الازمات القائمة لان التأخير بانتخاب الرئيس سيؤدي الى مزيد من تفاقم الاوضاع والانهيارات والفلتان وربما الفوضى الشاملة.
عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطيه يؤكد لـ”المركزية” نقلا عن دبلوماسيين فرنسيين التقاهم في الساعات الاخيرة عودة لودريان الى لبنان حيث لا بديل في الوقت الراهن عن هذا المسعى رغم ما يقال عن اختلافات بين دول الخماسية ويتردد لدى باريس، خصوصا وان ليس في الافقين المحلي والخارجي ما يشير الى بديل على خط حل الازمة اللبنانية التي تتجه نحو مسارات خطرة جدا خلال الأسابيع المقبلة اقله عدم توفير الاموال لكثير من المصاريف وحتى لرواتب العاملين في القطاع العام على ما اكد حاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري اذا ما بقيت مداخيل الدولة متوقفة في العديد من الادارات والقطاعات وسط تخل من المسؤولين عن القيام بواجباتهم حيال هذا الامر. يتقاسمون الدولة واموالها. الكل راض ولا احد يريد مواجهة احد على ما تبين لنا في اجتماع لجنة الاشغال حيث شكلنا لجنة مصغرة لمتابعة ما يجري في “النافعة”، دائرة تسجيل السيارات، ورفعنا عريضة نيابية الى القضاء حول الاستغلال القائم في تغليف الرخص بالبلاىستيك المسعرة باربعة دولارات في حين أن تكلفتها لا تتعدى السنت الواحد. وهذه عينة عن الطريقة التي تدار بها الدولة ودوائرها وكافة قطاعاتها.
ويتابع ردا على سؤال قائلا: البعض لا يريد حوار لودريان لتعارضه مع السيادة الوطنية كما يقول، والاخر يرفض الجلوس مع حزب الله. لكل فريق حجة وسبب في حين أن مردّ ذلك ارتباطه بالخارج المستبعد حلاً للازمة اللبنانية راهنا في ظل هذا الاشتباك الاقليمي – الدولي القائم.