انتخابات نقابة المحامين في طرابلس: لـ”أداء يضع مصالح النقابة والمهنة فوق الانتماء السياسي”

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”: عادت أصوات قرقعات الصحون والملاعق لتصدح مجدّدًا في مطاعم طرابلس، معلنة بدء موسم الانتخابات لنقابة المحامين. حفلات الغداء والفطور والعشاء ليست مجرّد وجبات، بل منصّات انتخابية تقليدية، يستخدمها المرشحون لإطلاق الوعود السياسية والانتخابية على أطباق مليئة بالنكهات، كما تعوّد سكّان النقابة على هذا التقليد الانتخابي منذ سنوات.

وفي استمرارٍ للأداء النقابي نفسه، تطغى الاعتبارات الحزبية والسياسية على الاعتبارات النقابية في نقابة محامي طرابلس. فتيار “المستقبل” غير معتكف نقابيًا، وهو يرفع تحدّيه وجهوزيّته مرة أخرى للسيطرة على النقابة الشمالية، طامحًا للحفاظ على نفوذه الممتدّ منذ عقود. مرشح التيار هو المحامي مروان ضاهر لمنصب النقيب ويضمّ الحلف نبهان حدّاد للعضوية. ويستند التيار الأزرق في حملته إلى تحالفه الراسخ مع “المردة”، حليف قديم يضمن له قاعدة دعم ثابتة، ويبدو أن النائب فيصل كرامي لم يبتعد عن هذا التحالف بين المستقبل والمردة حتى الآن.

لكن المعركة هذه السنة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. “القوات اللبنانية” اختارت فك ارتباطها بالمستقبل، والتحقت بـ “الجماعة الإسلامية”، مع ترشيح المحامي إيلي ضاهر لمنصب النقيب، وضمّت قائمة الحلف المحامي زاهر مطرجي للعضوية، في خطوة تشير إلى رغبة “القوات” في فرض نمط جديد داخل النقابة.

وفي زاوية أخرى، يقف المحامي شوقي ساسين، مرشح مستقل لمركز النقيب، مدعومًا من نقباء سابقين مثل سمير الجسر ورشيد درباس، ليقدّم خيارًا خارج نطاق الأحزاب التقليدية، مانحًا الانتخابات طابعًا مفتوحًا وغير محسوم النتائج.

محامون يصفون البرامج الانتخابية للمرشحين بأنها “أحلام”؛ سرعان ما يتنكّر لها النُقباء فور وصولهم. أما عن أداء النقيب الحالي سامي الحسن فيرونَه بأنه “الأبطأ” في تاريخ النقابة، ويطالبون بتغيير جذريّ لمفهوم سائد داخل النقابات، يضع الأحزاب والانتماءات السياسية فوق مصالح المهنة، خصوصًا في مباريات الانتساب.

نتائج غير محسومة
ورغم قوة “المستقبل” و “المردة” في طرابلس، إلّا أن نتائج المعركة ليست محسومة، خصوصًا بعد انفصال “القوات” والتحالفات الجديدة، وغياب وضوح موقف تيارات مثل “العزم” و “الوطني الحر”. ومع انتخابات تشرين الثاني المقبل، يبقى السؤال: هل سيحافظ المستقبل على السيطرة، أم أن النقابة الشمالية على موعد مع مفاجآت كبرى؟

مداورة
الانتخابات تجري كل سنتين، ووفق مبدأ المداورة بين المسلمين والمسيحيين: سيكون النقيب الجديد للمحامين مسيحيًا، خلفًا للنقيب المسلم سامي الحسن، الذي خلف بدوره النقيبة المسيحية ماري تيريز القوال. بينما سيتم اختيار عضو مسلم، استمرارًا لتقليد يضمن التوازن الطائفي منذ تأسيس النقابة.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى