“مُحاطة بالسرية”.. ماذا قيلَ عن عمليات نقل الأسلحة الأميركيّة إلى إسرائيل؟

نشر موقع “انترسيبت” مقالاً للصحفي كين كليبنشتاين قال فيه إنه بعد مرور شهر على عملية طوفان الأقصى، لا يُعرف سوى القليل عن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي.

وقال الخبراء لموقع” انترسيبت” إن الحجة القائلة بأن الشفافية من شأنها أن تعرض الأمن العملياتي لإسرائيل للخطر هي حجة مضللة.

وليام هارتونغ، زميل في معهد كوينسي للحكم المسؤول وخبير في مبيعات الأسلحة، قال لموقع إنترسبت: “إن فكرة أن توفير المزيد من المعلومات سيضر بأي شكل من الأشكال بالأمن التشغيلي للجيش الإسرائيلي هي قصة تغطية للجهود المبذولة لتقليل المعلومات حول أنواع الأسلحة التي يتم توفيرها لإسرائيل وكيفية استخدامها. أعتقد أن الافتقار المتعمد للشفافية بشأن الأسلحة التي تزودها الولايات المتحدة لإسرائيل بشكل يومي مرتبط بسياسة الإدارة الأكبر المتمثلة في التقليل من مدى استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة لارتكاب جرائم حرب وقتل المدنيين في غزة”.

ويعزو جنرال متقاعد من مشاة البحرية عمل في المنطقة، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لم يكن مُخولاً من قبل صاحب عمله السابق بالتحدث علنا، هذه السرية إلى الحساسية السياسية للصراع. وعلى وجه الخصوص، قال الضابط المتقاعد، إن الأسلحة المستخدمة في حرب المدن من منزل إلى منزل، والتي من المرجح أن تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، لن تكون شيئاً تريد الإدارة نشره.

وفي السنوات الأخيرة، اندلعت أعمال العنف في قطاع غزة، وفي كثير من الأحيان يشن الاحتلال حروبا جوية مع دخول أعداد محدودة من القوات الإسرائيلية إلى القطاع الساحلي المحاصر. آخر مرة كان هناك توغل بري واسع النطاق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة عام 2014.

وبينما شهد غزو عام 2014 وجود قوات احتلال إسرائيلية في غزة لمدة تقل عن شهر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي للصحفيين مؤخرا إن الحرب ستستغرق عدة أشهر على الأقل.

ووفقاً لصحيفة نيويوركر، فقد أخبر المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم الأميركيين أنّ الحرب قد تستمر 10 سنوات. وبحسب ما ورد، تشعر إدارة بايدن بالقلق من أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية غير قابلة للتحقيق.

ويوم الاثنين، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لشبكة “ABC News”: “ستتحمل إسرائيل، لفترة غير محددة، المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نمتلكها”.

إدارة بايدن تتكتم
على الرغم من أن إدارة بايدن رفضت في البداية تحديد أي أنظمة أسلحة محددة، مع تسرب التفاصيل في الصحافة، إلا أنها اعترفت تدريجياً ببعضها.

وتشمل هذه “الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والمدفعية، والذخائر، وصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وغيرها من المعدات الحيوية”، كما قال المتحدث باسم البنتاغون العميد بات رايدر.

ويظل ما تنطوي عليه “المعدات الحيوية الأخرى” لغزا، وكذلك التفاصيل المتعلقة بكمية الأسلحة التي يتم توريدها، والتي رفضت الإدارة الكشف عنها. وعندما طلب أحد المراسلين رقما للمساعدة الأمنية خلال مؤتمر صحفي في 12 تشرين الأول، اعترض البنتاغون.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع للمراسل: “لن أفعل ذلك اليوم وسأحيلك إلى حكومة إسرائيل”.

وخلص إلياس يوسف، محلل الأبحاث في مركز ستيمسون، مؤخراً إلى أنه “حتى الآن، كانت تقارير الحكومة الأمريكية حول عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل متقطعة ودون أي تفاصيل ذات معنى”، وأضاف: “يجب تجميع التحديثات في صفحة حقائق واحدة، كما هو الحال بالنسبة لأوكرانيا، وأن تتضمن تفاصيل عن السلطات التي يتم الاستناد إليها لتقديم المساعدة بالإضافة إلى نوع وكمية الأسلحة المقدمة مع تحديد كاف لتمكين البحث والتقييمات العامة”.

وأشار هارتونج، الزميل في كوينسي، إلى التناقض مع انفتاح الإدارة بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وقال: “إن الشفافية بشأن عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا جاءت في جزء كبير منها بسبب شعور الإدارة بأنها كانت منخرطة في مغامرة نبيلة. على الرغم من أن لإسرائيل بالتأكيد الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذا النوع من الهجوم المروع الذي شنته حماس، فإن ردها – قصف وحصار منطقة بأكملها تضم مليوني شخص، وقتل الآلاف من الأبرياء في هذه العملية – قد وصفه خبراء مستقلون باعتبارها جرائم حرب”.

وأضاف: “لذلك، حتى في الوقت الذي تدعم فيه إدارة بايدن إسرائيل بالأسلحة والخطابات، فإن تقديم جميع التفاصيل حول الأسلحة الأميركية المقدمة للجيش الإسرائيلي، أمر حساس سياسياً، والتي سيتم استخدام بعضها بالتأكيد في هجمات إسرائيلية غير قانونية على المدنيين إذا استمرت الحرب”.

وبعيداً عن الكميات فقط، هناك أسلحة محددة يقدمها البنتاغون لإسرائيل ولم يتم الكشف عنها علناً، حسبما قال الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية لموقع انترسبت.

ومع استمرار تدفق الأسلحة، عبرت العشرات من طائرات النقل العسكرية من طراز C-17، التي من المحتمل أنها تحمل ذخائر، عبر رحلات متكررة فوق المحيط الأطلسي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حسبما تظهر بيانات تتبع الرحلات مفتوحة المصدر، وهبط معظمها في قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي قاعدة جوية تابعة للجيش الإسرائيلي وقاعدة عسكرية في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة.

وطلب الرئيس جو بايدن مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، بالإضافة إلى أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية التي تقدمها بالفعل. وفي الآونة الأخيرة، تخطط إدارة بايدن لإرسال قنابل سبايس دقيقة بقيمة 320 مليون دولار إلى إسرائيل، حسبما تم إخبار وسائل إعلام متعددة من قبل الكونغرس يوم الاثنين. (عربي21)

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى