بالصور- تفجير مقام ديني درزي في جبل الشيخ بريف دمشق

في تصعيد جديد يهدد بتأجيج التوترات الطائفية في سوريا، أقدمت مجموعة مجهولة، يوم الأحد، على تفجير وتخريب مقام الشيخ عبدالله في بلدة بيت جن الواقعة في جبل الشيخ بريف دمشق، وذلك بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكّد المرصد أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الأعمال التي تُنسب إلى تنظيمات متشددة.

تسعى بحسب تعبيره إلى “زرع الفتنة الطائفية عبر استهداف رموز دينية تعود للأقليات في البلاد”، محذرًا من خطورة الانجرار خلف مثل هذه الاستفزازات التي تهدد وحدة النسيج الاجتماعي السوري.

رمزية المقام لدى الطائفة الدرزية ويُعد مقام الشيخ عبدالله من أبرز المواقع الدينية المقدسة لدى الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان، نظرًا لرمزيته الروحية والتاريخية، إذ يُنسب إلى أحد المتصوفة والوجهاء المعروفين في منطقة جبل الشيخ.

على مدى عقود، شكّل المقام وجهة للحجاج والزوار، قبل أن تطاله يد الإهمال والخراب نتيجة الحرب السورية الممتدة منذ أكثر من 13 عامًا. ويأتي تفجيره في توقيت حرج، يُخشى فيه من اتساع رقعة الاستهدافات التي تطال المعالم والمواقع الروحية.

امتداد للعنف الطائفي في السويداء الهجوم على المقام يأتي أيضًا بعد أسبوع دامٍ شهدته محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد، حيث تصاعدت أعمال العنف بشكل غير مسبوق. ووفق آخر حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 1120 شخصًا منذ اندلاع المواجهات.

توزّعت الحصيلة بين:
1120 قتيلاً من أبناء المحافظة (غالبيتهم من المدنيين) 354 قتيلاً من عناصر وزارة الدفاع السورية وجهاز الأمن العام 21 قتيلاً من أبناء العشائر المتورطين في المواجهات هذه الاشتباكات العنيفة اندلعت على خلفية خلافات متداخلة بين مجموعات محلية مسلحة وأجهزة أمنية، قبل أن تتخذ طابعًا طائفيًا خطيرًا.

هدنة هشّة في السويداء في تطور إيجابي نسبي، أعلنت الرئاسة السورية وقفًا لإطلاق النار يوم السبت، ما مهّد لعودة الهدوء النسبي إلى مدينة السويداء صباح الأحد، وسط انتشار لقوات الأمن الداخلي في مناطق متفرقة من المحافظة، وانسحاب تدريجي للمقاتلين التابعين لبعض العشائر.

لكن مراقبين أعربوا عن مخاوفهم من أن يكون هذا الهدوء مؤقتًا وهشًا، في ظل استمرار الأزمات البنيوية، والانقسامات المجتمعية، وغياب الحلول السياسية المستدامة.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى