المفرقعات النارية… بهجة في السماء ونار على الارض

مع حلول فصل الصيف، تكثر المناسبات الاجتماعية في لبنان: من المهرجانات والحفلات، إلى الأعراس والأعياد، وصولًا إلى احتفالات إعلان نتائج الامتحانات الرسمية والجامعية. لكن خلف هذه الفرحة الظاهرة، يلوح خطر حقيقي يهدد البيئة والسلامة العامة، عنوانه: المفرقعات والأسهم النارية.
ففي ظل أزمة الجفاف غير المسبوقة التي يعاني منها لبنان، وتفاقم آثار التغيّر المناخي، باتت المساحات الحرجية والغابات في وضع هشّ أشبه ببرميل بارود، يكفيه شرارة واحدة للاشتعال. ومع استمرار الإهمال الرسمي لهذه الثروات الطبيعية، تبدو المفرقعات التي تُطلق في الهواء احتفاءً باي مناسبة كقنابل صغيرة قد تفجّر كارثة بيئية في لحظة.
وتذكر مصادر بيئية عبر “لبنان 24” ان القانون لا يتساهل مع هذا النوع من المخاطر. فوفقًا للمادة 101 من قانون الغابات، يُمنع إشعال أي نوع من النار – بما في ذلك المفرقعات والأسهم النارية – داخل الغابات أو على مسافة تقل عن 200 متر منها، وذلك خلال الفترة الممتدة من الأول من تموز وحتى نهاية تشرين الأول من كل عام، تحت طائلة الغرامة أو الحبس من شهر إلى ستة أشهر.
أما في حال تسبب إطلاق المفرقعات باندلاع حريق في غابة، فتكون العقوبة أشدّ، إذ تنصّ المادة 147 من القانون نفسه على السجن من سنة إلى ثلاث سنوات بحق من يتسبّب بهذا الضرر الجسيم.
واعتبرت المصادر ان الفرح لا يحتاج إلى نار، اذ يكفينا أن نعي أن احتفالًا صغيرًا قد يفضي إلى خسارة مئات الهكتارات من الغابات، وتدمير التنوع البيولوجي، وتعريض أرواح الناس للخطر.
وتوجهت المصادر بنداء إلى المواطنين قائلة: “لا تطلقوا المفرقعات النارية قرب المساحات الحرجية، واحموا ما تبقى من ثروتنا الخضراء. فلبنان اليوم أحوج ما يكون إلى وعي بيئيّ مسؤول، يحمي ما بقي من طبيعته.”




