الحرب تتهدّد التجارة الإلكترونية في لبنان

كتبت جوانا صابر في “نداء الوطن”:
منذ اندلاع المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، تداخلت ألسنة النار في سماء المنطقة مع خطوط الشحن الجوية، فبات كل تاجر إلكتروني لبناني يستورد بضائعه عبر الطائرات يعيش في قلق دائم. يقول أحمد، وهو شاب لبناني يعتمد في عمله على بيع الإكسسوارات عبر الإنترنت: “الطلبيات التي كانت تصل خلال أسبوع، باتت تحتاج إلى أكثر من عشرين يوماً وأحياناً لا تصل أبداً”.

فقد تسببت الحرب بإغلاق أو تقييد العديد من المسارات الجوية في المنطقة، مما أجبر شركات الشحن على استخدام طرق أطول وأكثر كلفة، وأدّى إلى تأجيل الكثير من الشحنات، أو حتى إلغائها. وتحوّلت المطارات إلى مناطق عبور غير مضمونة، بينما بقيت الطرود عالقة في مستودعات في دبي أو اسطنبول أو الدوحة.

لم يتوقّف الأثر عند حدود التأخير. فقد ارتفعت كلفة الشحن الجوي بنسبة ملحوظة بسبب تغيّر المسارات وارتفاع أسعار التأمين، خصوصاً بعد تصنيف مناطق عديدة بأنها “خطرة”. يضيف حسام، وهو تاجر إلكترونيات: “كنت أحقق ربحاً من خلال الجهاز الذي أُدخله بقيمة 10 دولارات، الآن بالكاد أستعيد كلفته، وقد أخسر إن تأخّر أكثر من اللازم”.

هذا الواقع أدّى إلى تراجع الطلب من الزبائن، الذين لم يعودوا مستعدين للانتظار طويلاً أو دفع مبالغ إضافية، الأمر الذي ضاعف من حجم الضغوط على التجّار الشباب، الذين يعملون غالباً بجهود فردية ومن دون احتياطي مالي.

في عالم التجارة الإلكترونية، تشكل الثقة رأس المال الحقيقي. ومع التأخير المتكرر والاضطرابات الحاصلة في الشحن، أظهر الكثير من الزبائن تذمّراً، وبعضهم ألغى طلباته أو رفض استلام “الطرود” بسبب التأخير أو تغيّر الأسعار.

بات التاجر في موقع لا يُحسَد عليه: الزبون مستعجل، والشحن متأخر، والكلفة مرتفعة، وكل ذلك يحدث في وقت يُعاني فيه لبنان أصلاً من وضع اقتصادي هشّ.

من قلب غرفة صغيرة في بيروت أو صيدا أو طرابلس، كان الشاب اللبناني يجد في التجارة الإلكترونية أملاً ومتنفساً… واليوم، يجد نفسه محاصراً بجبهات مفتوحة لا علاقة له بها. فحرب الطائرات والصواريخ التي تدور في سماء الإقليم، باتت تسقط على عتبات رزقه، وتُهدد مورد رزقٍ وُلد في زمن الأزمات.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى