الحرب… هل تُقرِّب جنبلاط من “حزب الله”؟

يُعتبر النائب والوزير السابق وليد جنبلاط من أبرز الداعمين للقضيّة الفلسطينيّة، لكنّه دعا لعدم التصعيد في الجنوب، عندما اندلعت الإشتباكات بين “المقاومة الإسلاميّة” والعدوّ الإسرائيليّ، كيّ لا يتمدّد الصراع إلى لبنان. ورغم الخلافات بين الحزب “التقدميّ الإشتراكيّ” و”حزب الله” في العديد من المسائل السياسيّة، يقول مراقبون إنّه إذا حصلت أيّ حرب مستقبلاً مع إسرائيل، فإنّ موقع جنبلاط سيكون داعماً لجهود مقاومة العدوّ، وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أنّ “زعيم المختارة” سيُبدلّ من خياراته أو من تموضعه، وذلك لوجود تباينات كثيرة بين الطرفين.

ولعلّ أوّل نقطة خلاف عالقة بين المختارة وحارة حريك هي موضوع السلاح، فجنبلاط يُطالب بضرورة أنّ يكون محصوراً فقط بيد القوى المسلّحة الشرعيّة، من جيش وقوى أمنيّة، فيما “حزب الله” لا يُبدي إستعداداً لمناقشة الإستراتيجيّة الدفاعيّة، وقد أتت الحرب في غزة لتُعزّز موقفه المتشدّد تجاه سلاحه. ويلفت المراقبون إلى أنّه لو أراد فعلاً “الحزب” تسليم عتاده العسكريّ، لما كان يزيد من ترسانته الصاروخيّة، والتقنيات المتطوّرة مثل الطائرات المسيّرة. وأيضاً، يوضح المراقبون أنّ قرار إيران بتوحيد الساحات بين فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، أتى لتثبيت فكرة المقاومة في المنطقة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ والمصالح الأميركيّة، أيّ أنّ طهران لم تُعطِ الضوء الأخضر لنزع سلاح “حزب الله”، وهي لا تزال تستخدمه كورقة ضغط على تل أبيب وواشنطن.

ويُذكّر المراقبون أنّ جنبلاط حاول في السابق أنّ يُضيّق الخناق على “حزب الله”، فاندلعت أحداث 7 أيّار في العام 2008، وحصلت إشتباكات عنيفة في الجبل بين عناصر “التقدميّ” و”المقاومة”، انتهت بعدها بتراجع حكومة الرئيس السابق فؤاد السنيورة عن قراراتها التي استهدفت سلاح الاشارة التابع لـ”الحزب”.

وقد حافظ جنبلاط على علاقة تُعتبر جيّدة مع “حزب الله”، رغم الخلافات الجوهريّة بينهما، وذلك لأنّه يُؤمن أنّ الحوار بين كافة الأطراف هو أساس الحلول للمشاكل في البلاد، فلم يقطع تواصله مع حارة حريك، والإتّصالات بينهما لا تزال قائمة عبر وسيط هو رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في “الحزب” وفيق صفا، حتّى ولو لم يكن هناك من نقاط تلاقٍ بينهما.

وحُكِيَ في الأوساط السياسيّة، وخصوصاً في تلك التابعة لفريق “الممانعة”، أنّ الإشتباكات الدائرة في الجنوب، والحرب في غزة، وإمكانيّة خروج محور “المقاومة” منتصراً منها، سيُعزّز من موقع “حزب الله” في لبنان، و”حماس” في فلسطين، والحوثيين في اليمن، وبشار الأسد في سوريا، الأمر الذي سيرتدّ على الملف الرئاسيّ اللبنانيّ، ويدفع بعض الأفرقاء المعارضين أو وسطيين لانتخاب رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة.
 
وفي هذا السياق، يبدو أنّ لا شيء تغيّر على الصعيد الرئاسيّ، وجنبلاط وكتلته النيابيّة يُؤيّدان في الوقت الراهن جهاد أزعور، رغم أنّ ترشّيحه بمثابة المنتهي، و”اللقاء الديمقراطيّ” يدعو للحوار بهدف التوافق على مرشّحٍ وسطيّ، وهو ما يُعارضه “حزب لله” المتمسّك بفرنجيّة، خلافاً لرئيس “التقدميّ” السابق.

وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أنّ جنبلاط أعلن في آخر مقابلة تلفزيونيّة معه، أنّه لا يزال ضدّ فكرة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة، وقد دعا إلى تحييد لبنان عن الصراع الدائر في غزة، ما يعني وفق المراقبين أنّه لا يدعم ما يقوم به “حزب الله” منذ حوالى شهر على حدود لبنان الجنوبيّة مع فلسطين المحتلة. في المقابل، يقول المراقبون إنّ جنبلاط لن يقف بوجه “الحزب” إنّ اندلعت حرب بين لبنان وإسرائيل، فهو وحزبه تاريخيّاً كانا إلى جانب الحركات المُقاوِمَة، علماً أنّه يُنادي منذ حوالي 20 سنة، بتطبيق القرارات الدوليّة القاضيّة بحصر السلاح بيد المؤسسات العسكريّة الشرعيّة التابعة للدولة.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى