أفيخاي أدرعي…هل قُتِل؟

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية خبراً يزعم مقتل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في القصف الإيراني الأخير على إسرائيل. وقد حصد هذا الادعاء ملايين المشاهدات، مثيرًا موجة واسعة من التفاعل والتعليقات إلا أن هذا الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة. فقد أظهر التحقق غياب أي تقارير رسمية أو موثوقة عن مقتل أدرعي، سواء من مصادر إعلامية دولية أو من وسائل إعلام إسرائيلية معروفة، التي تتابع تفاصيل التصعيد الجاري بدقة.
علاوة على ذلك، لا تزال حسابات أدرعي الرسمية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي نشطة، إذ يواصل نشر تصريحاته وفيديوهاته بشكل اعتيادي. وآخر ظهور له كان صباح الأربعاء عند الساعة 7:35 بتوقيت بيروت، في فيديو مصوَّر تحدث فيه عن الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيرانية لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وأسلحة باليستية.
يأتي هذا الادعاء الكاذب في سياق حرب الشائعات التي ترافق التصعيد بين إسرائيل وإيران منذ بدء العمليات العسكرية في 13 حزيران 2025. فقد سبق أن انتشرت في 14 حزيران الجاري شائعات مماثلة عن مقتل أدرعي، لكنها سرعان ما تبيّن زيفها.
تُعدّ هذه الأخبار المضللة جزءًا من محاولة التأثير على الرأي العام وخلق حالة من البلبلة في خضم الصراع القائم، في وقت تتزايد فيه الحملات الإعلامية المتبادلة بين أطراف النزاع.
النتيجة واضحة:
لا صحة للأخبار المتداولة حول مقتل أفيخاي أدرعي، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي لا يزال يمارس مهامه الإعلامية بشكل طبيعي حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
في ظل الأوضاع المتوترة والتصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تكثر الشائعات والأخبار المفبركة التي تهدف إلى بث الفوضى والتأثير على الرأي العام. والادعاء بمقتل أفيخاي أدرعي ليس سوى جزء من هذه الحرب الإعلامية التي ترافق المواجهات العسكرية. ومع استمرار هذا النوع من التضليل، تبرز الحاجة إلى تحلّي المتلقين بالوعي والحذر، وعدم الانجرار وراء أخبار لا تستند إلى مصادر رسمية وموثوقة. فالحقيقة تبقى أقوى من الشائعة، والمعلومة الدقيقة اليوم ضرورة في مواجهة فوضى المعلومات.