انتخابات كسروان – جبيل: ديمقراطية واعدة رغم بعض الخروقات

كتب مروان الشدياق في “نداء الوطن”:
يوم انتخابي طويل شهده قضاءا كسروان وجبيل، حيث فُتحت صناديق الاقتراع في السابعة صباحاً وسط أجواء من الحماسة والمشاركة اللافتة من قبل المواطنين الذين توافدوا إلى مراكز الاقتراع لاختيار ممثليهم في الانتخابات البلدية والاختيارية.

سجّلت نسبة الاقتراع هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً، مقارنة بانتخابات العام 2016، وفق الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية، ما يُظهر اهتماماً متزايداً لدى المواطن الكسرواني والجبيلي بالشأن البلدي وحرصاً أكبر منه على ممارسة حقه الانتخابي.

من جونيه إلى جبيل، اتّسمت أجواء المعركة الانتخابية بالانضباط، حيث بدت الحركة نشطة منذ اللحظات الأولى لفتح الصناديق، مع حضور قويّ للمرشحين ومندوبي اللوائح المتنافسة وتأكيد من معظم رؤساء الأقلام لـ”نداء الوطن” على حسن سير العملية الانتخابية والتزام الجميع بالتوقيت المحدّد مع تقديم التسهيلات اللازمة للناخبين.

لم يخل سير العملية الانتخابية من بعض المخالفات والخروقات لقانون الانتخاب، كان أولها خرق بعض المرشحين الصمت الانتخابي. وكانت “نداء الوطن” قد رصدت عدداً من المخالفات على مستوى المراكز. ففي زوق مكايل، وعلى الرغم من انطلاق العملية الانتخابية بسلاسة، حصل خلل فني في أحد أقلام الاقتراع في الساعات الأولى، حيث لوحظ نقص في لوائح الشطب المتعلقة بالمقعد الاختياري. تدخلت القائمقامية سريعاً، وتمّ تدارك الموقف بإرسال نسخ جديدة من اللوائح، ليُستأنف التصويت بعد توقفٍ دام حوالى الساعة.

وخلال فترة بعد الظهر، وقع إشكال في زوق مكايل بين مندوبتين عن اللائحتين المتنافستين، تدخلت على إثره القوى الأمنية لفضّ الخلاف. ومع ذلك، أظهرت تصريحات متبادلة بين المرشحين أمام مركز الاقتراع حرصاً على الروح التنافسية النزيهة، إذ سُمع أحدهم يقول: “مين ما وصل مش مهم، المهم الخير للزوق”.

في فاريا، سجّلت مخالفة واضحة حين أقدم أحد مندوبي لائحة “نبض فاريا” على توزيع لوائح انتخابية داخل المركز، ما استدعى تدخّل مندوبي “قلب واحد” واعتراضهم. الحادثة تطوّرت إلى إشكال سرعان ما سيطرت عليه القوى الأمنية، التي أخرجت المندوب المخالف وأعادت الأمور إلى مسارها الطبيعي.

أما بلدة حراجل، فسُجّلت فيها محاولة اقتراع غير قانونية باستخدام إخراج قيد فردي، لكن اعتراض أحد المندوبين عن لائحة “سوى لحراجل” حالت دون إتمام المخالفة، وتم ضبط الوضع على الفور.

الحدث الأبرز سجل في بلدة الغينة، حيث تطوّر تلاسن بين مندوبي لائحتين إلى إشكال كبير أدّى إلى إصابة أحد الأشخاص بكسر في أنفه، فتمّ نقله إلى المستشفى، فيما سارعت القوى الأمنية إلى فضّ الاشتباك، وجرى لاحقاً احتواء الموقف.

في المقابل، ساد الهدوء المشهد في بلدات العقيبة وجبيل، حيث لم تُسجّل أي مخالفات تُذكر. وفي السياق، قال رئيس بلدية جبيل وسام زعرور لـ”نداء الوطن”: “العملية الانتخابية ديمقراطية بامتياز ولم نشهد أي خلل يُذكر. عندما تنتهي الانتخابات نهنّئ الفائز في اليوم التالي وهذا ما يميّز جبيل من غيرها من البلدات… أعتقد أن كلمة الأرض كانت واضحة، ولا بدّ من توجيه الشكر إلى الجيش والقوى الأمنية على هذا التنظيم”.

في الختام، طغى على العملية الانتخابية في كسروان وجبيل مشهدان: الأول يعبّر عن إرادة شعبية للتغيير والوعي لمفهوم اللعبة الديمقراطية، والثاني يعكس بعض المخالفات التي تمّ ضبطها بقوة القانون وجاهزية القوى الأمنية.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى