تقاطع مصالح بين “حزب الله” وعون.. الى متى؟

 
من الواضح أن العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وحزب الله مستقرة إلى حدٍّ كبير، لكن هذا الاستقرار لا يمكن أن يُعتبر أمرًا بديهيًا، بل يبدو مفاجئًا، خاصة انه يمكن تفسير السلوك الثنائي للطرفين، بأنه مجاملات متبادلة طغت على العلاقة بينهما.

ورغم أن البعض فوجئ بهذا النوع من الانسجام، إلا أن الواقع السياسي يشي بوجود مصلحة ثنائية حقيقية بين الطرفين تدفعهما نحو علاقة إيجابية.

العماد جوزيف عون يعلم جيدًا أن علاقته مع القوى المسيحية ليست على ما يرام، وأنه سيواجه خلال فترة عهده أفخاخًا سياسية حقيقية، خاصة من قبل “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، اللذين يعتبران أنه شخصية جذابة، لكن في الوقت نفسه منافس لديه القدرة على تعزيز حالته على المستويين الشعبي والسياسي. لهذا السبب، يحرص عون كل الحرص على البحث عن بدائل وتحالفات جديدة تضمن له التوازن السياسي وتخفف من حجم المواجهة داخل بيئته المسيحية، ولعل التفاهم مع حارة حريك يعطيه ضمانة جدية خلال السنوات المقبلة.

في المقابل، فإن حزب الله، وبعد خروجه إلى حد كبير من مواقع السلطة التقليدية، يجد نفسه مضطرًا للتعامل بمرونة أكبر مع الرئيس الجديد. هذا الامر، بالإضافة إلى تراجع موقع حلفائه، فرض عليه مقاربة جديدة أكثر إيجابية في العلاقة مع رئاسة الجمهورية، خصوصًا إذا كان الرئيس يبادر بإشارات إيجابية ويُظهر رغبة في التعاون. من هذا المنطلق، يرى الحزب أن العلاقة الجيدة مع جوزيف عون يمكن أن تساعده في تخفيف الاشتباك السياسي الداخلي، وتخفيف الحصار السياسي المفروض عليه في المرحلة الراهنة.

وإذا ما خفّ الزخم الأميركي تجاه لبنان، وتراجعت الضغوط العسكرية التي تمارسها إســرائيل، فإن العلاقة بين العماد عون وحزب الله قد تتطوّر بشكل واضح ولافت، وربما تصل إلى مستوى التحالف السياسي الفعلي، بما يفتح الباب أمام نوع جديد من التفاهمات الداخلية التي تعيد رسم خارطة الاصطفافات في البلاد. 

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى