الانتخابات البلدية في عكّار: المنافسة عائلية بالدرجة الأولى

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
بدأت الانتخابات البلدية في عكّار تأخذ حماوتها المطلوبة، بعدما حُددت مواعيدها من وزارة الداخلية والبلديات في 11 أيار المقبل، لتتخذ بالتالي بُعداً عائلياً وحزبياً في آن واحد. 134 قرية وبلدة، تستعد لإجراء الانتخابات البلدية في هذه المحافظة، مع التذكير بأن هناك 25 بلدية منحلة، ومنها بلدية حلبا مركز المحافظة، وهناك عدد قليل من القرى، ستجري فيها المعركة على مركز المختار لأن لا وجود لبلدية فيها من الأصل.

ومع أن شبح التأجيل لا يزال يخيّم، إلا أنّ المشهد الانتخابي بدأ بالتبلور والظهور شيئاً فشيئاً، وبدأت تتضح صورته يوماً بعد يوم. يمكن القول، إن الانتخابات الحالية، فيها سباقٌ محموم بين التوافق والمعركة، لكن البلدات التي سيحصل فيها التوافق ستكون قليلة قياساً بالبلدات التي ستشهد معارك.
حيث يتبيّن بأن بلدتين كبيرتين، القبيات ومشمش، يخطو فيهما التوافق خطوات إيجابية، فيما بات اتّجاه بلدات أخرى إلى الانتخاب أمراً حتمياً، وفي مقدّمها بلدة حلبا مركز المحافظة، وبلدات مثل ببنين وبرقايل والبيرة ورحبة وغيرها، والتي ستشهد معارك قد تحصل بين 3 لوائح أو أكثر، مع ملاحظة خوض وجوه شابّة جديدة المعركة للمرة الأولى لأجل التغيير.
وتنقسم عكار جغرافياً إلى مناطق: القيطع (وسط وجرد)، الشفت، السهل، الجومة، الدريب (الأوسط، الأعلى، الغربي)، الأسطوان، أكروم ووادي خالد. تجتمع بلديات عكار في 12 اتحاداً هي: وسط وساحل القيطع، جرد القيطع، سهل عكار، عرقا الأثري، الشفت، الجومة، نهر أسطوان، الدريب الأوسط، الدريب الغربي، عكار الشمالي، أكروم ووادي خالد.

نهر أسطوان
في منطقة نهر أسطوان كعيّنة عكارية، الانتخابات وتشكيل اللوائح في طور التبلور، وستشهد بلدات هذه المنطقة معارك بين لائحتين لكل منها، كما يبدو حتى اللحظة. في بلدة “كروم عرب” يترأس رئيس البلدية الحالي عبود سليمان لائحة وهناك لائحة بالمواجهة قيد التشكيل.
يقول سليمان في حديثٍ لـ”نداء الوطن”: نؤكد على الأجواء الديمقراطية للعملية الانتخابية، ونحن نخوضها لاستكمال ما أنجزناه من مشاريع، بالرغم من المرحلة المالية الصعبة التي مرّت بها البلديات. ونوّه سليمان إلى أنّ “ابن عمنا الأستاذ عمر حرفوش، قد مدّ لنا يد الخير، وساعدنا في العديد من الاستحقاقات على اجتياز تلك المرحلة”. وأمِل “أن تكون المرحلة المقبلة أفضل بعودة الدولة ومؤسساتها إلى لعب دورها بما يعزز دور البلديات في مناطقها”.

الطابع العائلي
وفق المعتاد في الانتخابات البلدية، فإنها تأخذ في عكار منحى الطابع العائلي بالدرجة الأولى. فالبلديات عادة ما تكون سبباً في إحداث شروخات عائلية واسعة في القرى والبلدات تصل ذيولها حتى إلى داخل البيت الواحد. وتحتاج عملية إعادة ترتيب وترميم العلاقات العائلية إلى أشهر وأحياناً إلى سنوات.

دور الأحزاب السياسية
الأحزاب والتيارات ذات التأثير السياسي في عكّار هي: “المستقبل”، “التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية” و”الجماعة الإسلامية”. عدا “تيار المستقبل”، يبدو أن الأحزاب تنخرط بالانتخابات بحسب طبيعة كل بلدة ومنطقة. فـ”القوات” و”التيار الوطني الحر” هما جزء من التوافق الذي يُطبخ في القبيات مع النائب السابق هادي حبيش ومع ميشال عبدو نجل رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو.
كما لـ”التيار” و”الحزب” تدخّل في قرى وبلدات أخرى، بدعم لوائح أو مرشحين بتحالف مع عائلات. هذا التدخّل جعل المعركة في بعض البلدات ترتدي طابعاً سياسياً إلى جانب العائلي. بالمقابل فإن “الجماعة الإسلامية” تدعم لائحة في بلدة ببنين ولها فيها مرشح على مركز الرئيس، ولها تدخّلاتها في أماكن أخرى أيضاً.
“تيار المستقبل” كما يبدو لا يزال على اعتكافه في ما يختص ببلديات عكار. إذ حتى الآن لم يُلحظ بالوجه الشرعي أي ظهور دعم علني للتيار في أي بلدة، أو لدعم أي لائحة. مصادره تؤكد لـ”نداء الوطن” بأنه “وبالرغم من إعلان رئيس التيار سعد الحريري العودة إلى العمل السياسي، والمشاركة في الاستحقاقات في خطابه في 14 شباط الماضي، إلا أن الحريري لم يعط أي إشارة حتى الآن بخصوص انتخابات البلديات في كل المناطق ومنها عكار. وبالتالي فإن الاتجاه الأكثر ترجيحاً هو لعدم التدخّل، وترك الأمور تأخذ طابعها العائلي والمناطقي”.

نواب عكّار يفضّلون الحياد ولن يكون لهم أي تدخّل مباشر، لا سيما أنهم قادمون على انتخابات نيابية بعد سنة، وليس لمصلحة أي منهم أن يخوض معركتين متتاليتين خلال سنة.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى