بالصور – “الطائر الأسود”… تفكيك شبكة لحزب الله في إسبانيا

شنّ الحرس المدني الإسباني، اليوم الثلاثاء، حملة أمنية استهدفت أعضاء يُشتبه بانتمائهم إلى حزب الله في إسبانيا، وفقًا لما نقلته صحيفة “إل كونفيدينشال” عن مصادر مطلعة على التحقيق.

وأوضحت الصحيفة أن بعض المشتبه بهم يحملون الجنسية اللبنانية ويقيمون في إسبانيا، فيما يتم تنفيذ العملية بإشراف جهاز الاستخبارات التابع للجيش الإسباني، بالتنسيق مع النيابة العامة والمحكمة الوطنية، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد.

في حين كشفت السلطات الإسبانية عن تفكيك شبكة متخصصة في تصنيع طائرات مسيرة عسكرية يُعتقد أنها كانت تعمل لصالح حزب الله، حيث شنت قوات الحرس المدني عمليات دهم واعتقالات طالت لبنانيين مقيمين في إسبانيا، ضمن حملة أمنية موسعة تستهدف الأنشطة المشبوهة للجماعات المسلحة.

وبحسب ما أفادت صحيفة “إل كونفيدينشال” الإسبانية، بدأت التحقيقات عندما رصد الحرس المدني معاملات تجارية غير طبيعية تتعلق بشراء كميات كبيرة من مكونات طائرات بدون طيار، قادرة على حمل متفجرات يصل وزنها إلى عدة كيلوغرامات. وأشارت التقارير إلى أن الشركات التي نفّذت هذه العمليات يديرها مواطنون من أصل لبناني، ما أثار شبهات حول علاقتها بجهات عسكرية خارجية.

تمكنت الوحدة المركزية الخاصة 2 (UCE-2) التابعة لجهاز استخبارات الحرس المدني من قيادة العملية، التي أُطلق عليها اسم “الطائر الأسود”، والتي استهدفت للمرة الأولى شبكة لوجستية تابعة لحزب الله داخل الأراضي الإسبانية. وتولى التحقيق فيها القاضي المكلّف بمحكمة التعليم الأولى في المحكمة الوطنية الإسبانية، حيث يجري توسيع نطاق التحقيقات لمعرفة مدى تغلغل هذه الشبكة داخل أوروبا.

وشملت المداهمات مدينتي برشلونة وبادالونا، حيث اعتقل ثلاثة أشخاص في إسبانيا، فيما تم توقيف مشتبه به رابع في ألمانيا. وبحسب المعلومات الأمنية، كان اثنان من المعتقلين يحملان الجنسية الإسبانية، إلا أنهم جميعًا من مواليد لبنان، ومن بينهم زعيم التنظيم فراس عرب الحسيني، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي عاش في برشلونة.

وكشفت التحقيقات أن هذه “الخلية الإرهابية” نجحت في تصنيع أكثر من ألف طائرة مسيرة خلال العامين الماضيين، حيث استخدمت ثلاث شركات مقرها برشلونة، تولت شراء المحركات، المراوح، وأجزاء أخرى من السوق الأوروبية، ثم قامت بتحويلها إلى طائرات انتحارية مسيرة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة.

ووفقًا لصحيفة “إل إسبانيول”، اعتمدت الشبكة على شركة متخصصة في تجارة مواد البناء كواجهة لنقل وشحن المكونات الحساسة، فيما استخدمت شركتين أخريين تأسستا عامي 2015 و2017، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت أنشطتها قد بدأت قبل ذلك بسنوات. وتشير السجلات المالية إلى زيادة في التحويلات المصرفية والأنشطة الاقتصادية اعتبارًا من عام 2022، أي قبل أكثر من عام من هجوم 7 تشرين الأول 2023 الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، وما تلاه من تصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية.

بعد سلسلة من التحقيقات، قررت المحكمة الوطنية الإسبانية تمديد احتجاز فراس عرب الحسيني على ذمة التحقيق، بتهم تتعلق بالانتماء إلى “منظمة إرهابية” والتورط في أنشطة تهدد الأمن القومي الإسباني والأوروبي.

وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد المخاوف الأوروبية من توسّع الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية لحزب الله في القارة، خصوصًا مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط، مما يدفع العديد من الدول إلى تشديد رقابتها على شبكات التمويل والتسليح التابعة للحزب.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الإسبانية أنشطة لحزب الله داخل أراضيها، إذ سبق أن فكك الحرس المدني الإسباني في عام 2024 خلية مماثلة في كتالونيا، كانت تعمل على شراء مكونات تُستخدم في تصنيع طائرات مسيّرة لصالح الحزب.

وتعدّ هذه العمليات جزءًا من جهود أوروبية أوسع لملاحقة شبكات تهريب الأسلحة التي تستخدم الشركات الواجهة والممرات التجارية في القارة الأوروبية لتوريد تقنيات عسكرية متطورة إلى الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، في ظل اتهامات متكررة لإيران بتمويل وتسليح حزب الله وحلفائه في المنطقة.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى