من قلب معقل الأسد… سوريا تتسلم طائرات “انتحارية”

أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الثلاثاء عن تسلم قوات الأمن العام من أهالي مدينة القرداحة في ريف محافظة اللاذقية دفعة من الطائرات المسيّرة الانتحارية التي كانت تابعة سابقًا لنظام بشار الأسد.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي نشرته عبر منصة فيسبوك، مع عدة صور، أن عملية التسليم تمت في أعقاب جلسة مناقشة جرت بين أهالي القرداحة ووجهاء المدينة، بالإضافة إلى أعضاء لجنة السلم الأهلي.
وتعتبر مدينة القرداحة، التي تنحدر منها عائلة بشار الأسد، محورًا أساسيًا في الانتفاضة ضد نظامه بعد أن غادر الأخير سوريا في 8 كانون الأول 2025 متوجهًا إلى موسكو عقب إعلان سقوط نظامه.
تأتي هذه العملية في سياق سلسلة من العمليات العسكرية والأمنية التي قامت بها السلطات السورية والفصائل العسكرية التابعة لإدارة دمشق الجديدة. وكانت المدينة قد تعرضت في الآونة الأخيرة لعدة هجمات عنيفة، قالت السلطات إن منفذيها كانوا ينتمون إلى “فلول نظام الأسد”، الأمر الذي دفع قوات الأمن لإطلاق حملة أمنية في المنطقة.
على مدار الأشهر الماضية، استمرت قوات الأمن العام السورية في استلام الأسلحة والذخائر من أهالي ووجهاء بعض المناطق في الساحل السوري، وذلك في إطار عملية “التسويات” التي يتم تنظيمها عبر لجان السلم الأهلي. وتأتي هذه الإجراءات في محاولة لتحقيق الاستقرار في المناطق التي كانت تُعتبر معاقل للنظام السابق.
وتعتبر عملية تسليم الطائرات المسيّرة من نوع “FPV” هي الأولى من نوعها، إذ لم يتم الإعلان عن تسليم مسيرات انتحارية في المرات السابقة. كان نظام الأسد قد استخدم هذا النوع من الطائرات في ضرب مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا، حيث تم استخدامها في الضربات الجوية ضد المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
العديد من المحللين اعتبروا أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الحكومة السورية لتحقيق الاستقرار بعد التحديات الأمنية المستمرة، وهي إشارة إلى إعادة ضبط السيطرة على الأراضي السورية التي شهدت العديد من الأحداث السياسية والعسكرية بعد سقوط النظام.