اعتداء مسلّح يهزّ مستشفى في الشمال… واستغاثة قبل فوات الأوان!

شهد مستشفى الدكتور عبد الله الراسي الحكومي في حلبا اعتداءً مسلحًا خطيرًا أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الطبية والشعبية، حيث أقدم مجهولون على إطلاق النار داخل حرم المستشفى، مما أدى إلى حالة من الذعر بين المرضى والطاقم الطبي، بالإضافة إلى الاعتداء المباشر على طبيب وممرضين أثناء تأدية عملهم في قسم الطوارئ.
وردًا على هذا الاعتداء، نظّمت إدارة المستشفى، بمشاركة الطاقم الطبي والتمريضي، اليوم الإثنين وقفة احتجاجية تنديدًا بهذا العمل الإجرامي، بحضور مدير المستشفى الدكتور محمد خضرين، إلى جانب عدد من الأطباء، الممرضين، والمسؤولين المحليين. وخلال الوقفة، شدد المشاركون على ضرورة محاسبة المتورطين، داعين الجهات الأمنية والقضائية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ورادعة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تعرض حياة المرضى والعاملين في القطاع الصحي للخطر.
من جهتها، أعربت رئيسة اللجنة الطبية وعضو نقابة أطباء لبنان الشمالي، الدكتورة هلا العبد الله، عن استيائها الشديد من تصاعد حوادث الاعتداء على المؤسسات الصحية، معتبرةً أن هذا الهجوم يشكل تهديدًا مباشرًا لمهنة الطب ولحق المرضى في الحصول على الرعاية الصحية بأمان.
وطالبت بتثبيت نقطة أمنية دائمة داخل المستشفى، مشيرةً إلى أن غياب الإجراءات الأمنية الكافية يعرض حياة الكوادر الطبية والمرضى للخطر، ويزيد من احتمالية تكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل.
وتعود خلفية الحادث إلى خلاف نشب بين مجموعة من الأشخاص وطبيب جراح في المستشفى، بعد أن رفض الأخير إجراء عملية جراحية لمريضة دون الحصول على صورة شعاعية، التزامًا بالبروتوكولات الطبية المعتمدة. إلا أن أفراد المجموعة رفضوا الامتثال للأصول الطبية وأصروا على إجراء العملية فورًا، مما أدى إلى تصاعد التوتر بينهم وبين الطبيب، وانتهى الأمر بقيامهم بالاعتداء عليه جسديًا، قبل أن يتطور الوضع إلى إطلاق نار داخل المستشفى.
هذا الهجوم العنيف لم يقتصر على الأذى الجسدي فحسب، بل تسبب أيضًا في أضرار مادية جسيمة في المستشفى، حيث تضررت بعض الأقسام الحيوية، من بينها الطابقان الأول والثاني، إضافة إلى غرفة العمليات، ما قد يعيق تقديم الخدمات الصحية للمرضى الذين يعتمدون على المستشفى كمرفق طبي أساسي في المنطقة.
وأمام هذا التصعيد الخطير، حذر بعض العاملين في المستشفى عبر “ليبانون ديبايت” من التداعيات السلبية لاستمرار مثل هذه الاعتداءات دون اتخاذ إجراءات حازمة لوقفها. واعتبروا أن تكرار هذه الحوادث قد يدفع العديد من الكوادر الطبية إلى ترك وظائفهم، إما خوفًا على سلامتهم أو بسبب بيئة العمل غير الآمنة، مما سيؤثر بشكل مباشر على قدرة المستشفى على تقديم الرعاية الصحية للمرضى، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع الصحي في لبنان.
وعليه، طالب العاملون في المستشفى، وزارة الصحة والأجهزة الأمنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الظواهر الخطيرة، عبر تشديد العقوبات على المعتدين، وتعزيز الحماية الأمنية داخل المستشفيات، لضمان استمرار عمل المؤسسات الطبية في بيئة آمنة تحفظ كرامة الأطباء والمرضى على حد سواء.