بينها لبنان… تحركاتٌ فرنسية-سعودية على أكثر من جبهة

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، أنه أجرى محادثات هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث بحثا التطورات الأخيرة في قطاع غزة والأوضاع في الشرق الأوسط. وشدد الجانبان على إدانتهما لاستئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة، التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وأوضح ماكرون، عبر منشور على منصة “إكس”، أن المحادثات تناولت السبل الممكنة لإنهاء التصعيد في غزة، مؤكداً أن “العودة إلى وقف إطلاق النار أمر ضروري من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن وحماية المدنيين”. كما كشف أن باريس والرياض ستتشاركان في تنظيم مؤتمر دولي لدفع حل الدولتين، بهدف “إحياء أفق سياسي لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”، في ظل استمرار التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية.
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته البرية في وسط قطاع غزة وجنوبه، بعد أيام من التهدئة الهشة التي انتهت دون التوصل إلى اتفاق دائم. وأسفرت الضربات الإسرائيلية، وفقاً لمسؤولين صحيين في القطاع، عن استشهاد ما لا يقل عن 48 فلسطينياً يوم الأربعاء، في حين شهد اليوم السابق مجزرة راح ضحيتها أكثر من 400 فلسطيني، ما جعله أحد أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول 2023. وجاء هذا التصعيد بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي كان سارياً منذ 19 كانون الثاني، ما أعاد الأوضاع إلى مربع المواجهة الشاملة.
وفي سياق منفصل، رحب ماكرون بـ”مبادرة جدة” التي أطلقها ولي العهد السعودي، والتي ساهمت في تمهيد الطريق لبدء مفاوضات تهدف إلى تحقيق السلام في أوكرانيا، مؤكداً دعم فرنسا للجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
أما في ما يخص الأوضاع في سوريا ولبنان، شدد ماكرون على أن باريس والرياض تتبنيان “الأهداف نفسها”، مشيراً إلى توافق البلدين على ضرورة الحفاظ على “لبنان ذي سيادة كاملة”، ودعم استقرار سوريا من خلال “عملية انتقالية لا تستثني أحداً”، في إشارة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تضع حداً للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.