نائب حزب الله: سلاحنا باقٍ

أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، أن “التحضيرات لتشييع أميني عام “حزب الله” الأسبق، السيد حسن نصرالله، والسابق السيد هاشم صفي الدين، شبه مكتملة”، مشيرًا إلى أن “الإجراءات المتخذة فعّالة لضمان سير التشييع بشكل منظم، بغض النظر عن الظروف المناخية أو محاولات التهويل من أي طرف كان”.
وقال فضل الله إن “التشييع سيكون تاريخيًا وغير مسبوق في لبنان والمنطقة العربية، من حيث الحضور الجماهيري الكبير الذي سيكون مشحونًا بالعاطفة السياسية والتعبير عن الموقف والالتزام”.
اعلان

وأوضح في مقابلة عبر إذاعة “سبوتنيك” اليوم الجمعة، أن “شعار “إنّا على العهد” سيكون عنوان التشييع، وهو تأكيد على التزام “حزب الله” بالمبادئ التي وضعها الأمين العام لـ”حزب الله” السابق، السيد حسن نصرالله، على مستوى لبنان والمنطقة”.
وقال: “النهج الذي رسمه السيد نصر الله سيستمر، وكل الإجراءات اتُخذت لضمان أن يكون التشييع منظّمًا ويليق بهذين القائدين الكبيرين”.
ولفت إلى “التعاون القائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، بما في ذلك الجيش وقوى الأمن الداخلي، لضمان نجاح العملية، وجميع التفاصيل المتعلقة بالتشييع قد تم إنجازها بشكل كامل لضمان مرور هذا اليوم التاريخي بسلاسة”.

كما أكد النائب أن “التشييع سيحمل رسالة تاريخية ويعكس الالتزام بنهج السيد نصر الله”، مشيرًا إلى أن “هناك وفودًا عديدة قادمة من الخارج، وأن “التشييع سيجمع بين الحضور الشعبي والسياسي الرسمي”. وقال: “لقد جهزنا كل ما يلزم لاستقبال الوفود القادمة، سواء من الداخل أو الخارج، ودعونا جميع من يجب دعوتهم لهذه المناسبة الوطنية والعربية والإسلامية.” وأضاف أن “جميع القادمين سيحظون بحفاوة استقبال كبيرة لأنهم سيحلون ضيوفًا على السيد حسن نصر الله”.

ولفت فضل الله إلى أن “صفحة السيد حسن نصر الله لا تطوى”، وأن “الحزب سيواصل السير على نهجه ووصاياه التي وضعها لا سيّما وأن “حزب الله” هو حزب ذو قيادة جماعية، حيث أن الأشخاص في الحزب لهم تأثير ودور، لكنه لا يتوقف على حياة هؤلاء الأشخاص، وهذا ما رسمه السيد نصر الله بنفسه”، مستذكراً أن “حزب الله” مستمر في مساره رغم فقدان العديد من قادته البارزين، مثل الشهيدين السيد عباس الموسوي، والسيد هاشم صفي الدين، وكذلك السيد حسن نصر الله”.

وأوضح فضل الله أن “القيادة الحالية، برئاسة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، تواصل السير بذات النهج وبشكل فعال”، مشيرًا إلى أن “الشيخ قاسم كان جزءًا من القيادة الجماعية منذ البداية”.
كما أشار إلى أن “الحزب لا يزال يلتزم بالقضايا العادلة والمحقة على المستويين المحلي والإقليمي، ويسعى لاستكمال العمل الذي بدأه تحت قيادة السيد نصر الله، حتى مع التحديات المستجدة بعد استشهاد الأخير”، مشددًا على أن “نهج “حزب الله” سيستمر في مواجهة الظروف الحالية، بما في ذلك التحديات الداخلية والخارجية، و الحزب سيظل يعمل على تحقيق مبادئه التي وضعها مؤسسو الحزب وقادته”.

وتطرق للحديث عن دور “حزب الله” مشيرًا إلى أن “دماء القادة الشهداء مثل السيد حسن نصر الله والسيد هاشم، الذين استشهدوا دفاعًا عن القضية الفلسطينية، تظل حية في الوجدان اللبناني”.
وأكد أن “تضحيات هؤلاء القادة كانت من أجل الدفاع عن المظلومين، وعن الخيار الاستشهادي في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مما أضفى طابعًا أخلاقيًا وروحيًا على القضية التي يسعى “حزب الله” لتحقيقها”.
وشدد فضل الله على أن “المقاومة ليست فقط خيارًا عسكريًا، بل هي خيار وطني من أجل تحرير الأرض والحفاظ على السيادة”. وأكد أن “”حزب الله” في استمرار لهذه المبادئ، لن يتخلى عن سلاحه طالما أن هناك احتلالًا في الجنوب وكل نقطة من الأراضي اللبنانية”.

وأكد فضل الله أن “الحزب اليوم استطاع ترميم الخسائر التي لحقت به على الصعيدين التنظيمي والميداني، وأعاد بناء هيكليته القيادية بشكل يتناسب مع حجمه ومتطلبات المرحلة المقبلة، كما أن جمهوره أصبح أكثر ارتباطًا به من أي وقت مضى، وهو ما تجلى في التوافد الكبير للأهالي إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار، حيث تحدوا آلة الحرب الإسرائيلية”.

أما على الصعيد السياسي الداخلي، أوضح فضل الله أن “”حزب الله” لا يزال حاضرًا وقويًا في المشهد السياسي، رغم التغيرات في التوازنات السياسية المحلية، و”نحن نرتبط بالقوى السياسية الأخرى، ولكن في ما يتعلق بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، أخذنا دورنا بما يتماشى مع مصلحة بلدنا وبما يعكس جزءًا من تطلعاتنا المستقبلية، لقد كنا مشاركين أساسيين في العملية السياسية، ومن دون دورنا لم يكن من الممكن إعادة إنتاج هذه السلطة، مهما كانت الآراء المختلفة داخلها، فنحن شركاء في هذه العملية السياسية”.
وأكد نائب “حزب الله” أن “الضغوط التي يتعرض لها الحزب في الوقت الراهن هي جزء من المواجهة المستمرة مع “العدو الإسرائيلي”، وهي استكمال للحرب التي لم تحقق أهدافها الكاملة”.

وأضاف أن “العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي دعمته الولايات المتحدة الأميركية، كان يهدف إلى القضاء التام على “حزب الله” وجعل بيئة المقاومة عاجزة عن الوقوف على قدميها”، مشيرًا إلى أن “الميدان لم يحقق لإسرائيل ما تريده، مما دفعها إلى محاولة فرض حصار وعزل على الحزب، إلى جانب محاولات التشويه والضغط على الناس”.
ورغم هذه الضغوط، أكد فضل الله أن “”حزب الله” يبذل جهودًا مستمرة للخروج منها”، مشددًا على أن “الحزب تمكن من تخفيف أثر هذه الضغوط بشكل كبير، لا سيما في المرحلة الأولى من الإيواء وإعادة ترميم الأضرار التي لحقت بالمواطنين اللبنانيين”.

وأوضح أن “الأضرار كانت كبيرة وآثارها واضحة، لكن الحزب تمكن من استيعاب المرحلة الأولى من الأزمة بفضل الجهود المبذولة، وهو ما يعكس قدرة الحزب على التكيف مع التحديات”، مبينًا أن “البيئة التي يعمل فيها “حزب الله” قدمت تضحيات كبيرة، حيث تضم عائلات شهداء وجرحى ومقاومين، إلى جانب جمهور واسع يظل متمسكًا بالمقاومة ويشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجته إلى دورها، خصوصًا في مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان”.
هذا وشدد نائب “حزب الله” على أن “الحزب لم يخرج من الحرب الإسرائيلية أضعف”، مشيرًا إلى أنه “رغم التحديات والخسائر التي تعرض لها فإنه بقي قويًا وحاضرًا في الساحة”.

وقال فضل الله: “نعم، “حزب الله” تعرض لضربات قاسية وخسائر كبيرة، وكان من أبرزها استشهاد أمينه العام ورمزه التاريخي، وهذه خسارة كبيرة على كافة الأصعدة”، مضيفًا أن “هذه الخسارة كانت مؤلمة، ولكنها لم تؤثر في عزيمة الحزب أو حضوره الفعلي في الساحة، والحزب لم يُهزم وأن انتصاره يكمن في “البقاء موجودًا وحاضرًا ومحتضنًا من شعبه”، وأشار فضل الله إلى أن “”حزب الله” خرج من الحرب “منتصرًا” من ناحية الرمزية والشعبية، مقارنة بالأهداف التي كانت وراء الحرب، رغم الاختلاف بين هذه الحرب وحرب 2006″.

على الصعيد السياسي الداخلي، أكد النائب اللبناني أن “قوة “حزب الله” وحركة أمل تكمن في تمثيلهما الشعبي الواسع، حيث تُفرز الانتخابات الحقيقية الحجم الفعلي لكل طرف”، وقال إن “لبنان هو بلد يفرز الأحجام الحقيقية عبر الانتخابات، وهذه الانتخابات هي التي تعكس التمثيل الشعبي بشكل دقيق”.
وأشار إلى أن “في موضوع التكليف، هناك لغط حصل في الإعلام”، مشيرًا إلى أن “الحزب وحركة أمل اتخذوا موقفًا مشتركا بعدم التسمية، ثم أجروا حوارًا مع رئيس الحكومة وشاركوا في الحكومة كجزء من العملية السياسية”.

وأوضح أن “المشاركة في الحكومة أو ممارسة الضغط سواء في موضوع التكليف أو التسمية هو جزء من العملية السياسية الجارية في لبنان”، رافضًا “محاولات تصوير الوضع من قبل البعض كعلامة ضعف”، واعتبر أن “هؤلاء مشتبهون، والأيام ستبين من هو الذي يمثل هذه الشريحة الكبيرة من اللبنانيين والانتخابات هي التي ستفرز حقيقة التمثيل، ولكن “حزب الله” هو أكبر حزب شعبي في لبنان، وربما هو أكبر حزب في المنطقة العربية”.

وفي ما يتعلق بالتحريض الإسرائيلي، لفت إلى أن “هناك أدوات داخلية تستجيب لهذا التحريض، من خلال بث الأحقاد والضغائن بين فئات الشعب اللبناني”.
وشدد على “أهمية الحفاظ على السلم الأهلي وعدم تحويل الخلافات السياسية إلى فتن داخلية”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى