هل “يُقلع” مطار القليعات قريباً؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
استبشر أبناء عكّار خيراً مع إدراج بند تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات، على بنود البيان الوزاري لحكومة نواف سلام. المطار الذي لطالما كان تشغيله مطلب أبناء المنطقة وفاعلياتها لسنوات عدة، يأتي إعلان الحكومة عن نيّتها تشغيله وافتتاحه كمطار مدني، بمثابة الهدية التي انتظرتها المنطقة من الدولة، بينما كان يعتبر عدم تشغيله إمعاناً منها في حرمان المنطقة النائية وتهميشها.
وأخيراً، وضع نوّاب عكار في كتلة «الاعتدال الوطني» المطار كأولوية بالنسبة إليهم. فعملوا على حشد رأي عامٍ نيابي واسع إلى جانب افتتاحه، والتقوا كل الكتل النيابية، وتوافقت حول ضرورة تشغيل المطار لأنه حاجة للبلاد وللمنطقة، وكون لبنان هو البلد الوحيد الذي فيه مطار واحد. كتلة واحدة هي «الوفاء للمقاومة» لم تكن موافقة. تحدّثت عن عدم ملاءمة التوقيت والظرف الوطني لمثل هذا الأمر. والحقيقة أن موقف «حزب اللّه» الدائم بعدم رغبته في افتتاح مطار في منطقة لا يسيطر عليها، كان السبب الرئيسي وراء تمنّع مجالس الوزراء المتعاقبة عن اتّخاذ قرار تشغيل المطار، وامتناع وزير الأشغال السابق علي حمية عن توقيع قرار التشغيل الموجود على مكتبه.
الأحداث الأخيرة التي شهدتها طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وقيام «الحزب» ومناصريه بين الحين والآخر بقطع طريق المطار على المسافرين والقادمين إلى لبنان، يفسّر السبب الذي كان يدفع بـ«حزب اللّه» إلى عرقلة تشغيل مطار القليعات. لكنّ الأحداث نفسها أوضحت بما لا يدعو للشك، بأن هناك أهمية كبرى في لبنان، لقيام مطار ثانٍ وثالث، وأن هذه المرافق الحيوية تتبع للدولة اللبنانية، وليس من حقّ أي حزب أو فئة أو طائفة أن تعرقل عملها تحت أي حجة كانت. خصوصاً أن هذه الأعمال، تضرّ بشكل أساسي بالدولة ومؤسساتها.
نواب عكار من جهتهم، كانوا قد وضعوا شرطين على الحكومة لمنحها الثقة. الأول أن تكون لعكار حصّة وزارية والثاني إدراج تشغيل مطار القليعات في بيانها. الشرط الأول لم يتحقق، فيما تحقق الشرط الثاني. وبحسب المعلومات، فإن نواب المنطقة لا سيّما في كتلة «الاعتدال»، يتّجهون لمنح الحكومة الثقة، بناءً على هذه المستجدات، ومراقبة أدائها في ما يخص المطار، ومتابعة الملف حتى الوصول إلى خواتيمه، بالنظر إلى أهمية المطار الإنمائية، ولكونه يوفّر أكثر من 3000 فرصة عمل.
وكان رئيس لجنة الأشغال والطاقة النائب سجيع عطية أشار في حديثٍ لـ«نداء الوطن» إلى أنّ «مطار القليعات جاهز للعمل وقد وضعت لجنة الأشغال الدراسات الخاصة به». وأضاف: «سنتابع حتى النهاية تنفيذ تشغيل المطار، ولم يعد هناك أي عذر مقبول لعدم التشغيل. فهو يحسّن اللامركزية الإدارية وليس بحاجة إلى أموال كثيرة، وهناك العديد من الشركات التي أبدت جهوزيتها للعمل والشراكة ضمن نظام الـBOT، وأن لجنة الأشغال تضع المخطط التوجيهي للطيران المدني، ليكون في لبنان أكثر من مطار لأن اقتصاد لبنان وسياحته يحتاجان إليه».