لبنان يخاطب المجتمع الدولي بلغة الدولة

كتب كبريال مراد في “نداء الوطن”:
لم يكن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في قصر بعبدا أمس، وضمّ رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، عادياً في البيان الذي صدر عنه.

في اللحظة التي كان يترقّب فيها الجميع تداعيات عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، تصرّفت الدولة اللبنانية الخارجة من زمن الثلاثيات في بيانها الوزاري، كدولة، وبدا أهم ما حصل في بعبدا، إجماع أركان الدولة اللبنانية على الموقف المعلن والقراءة الموحّدة للاستحقاق، على عكس بعض المظاهر التي حصلت الأسبوع الماضي، على طريق المطار، وحاولت التشويش على الانسجام بين أركان الدولة.

جاء الاجتماع، وما أعقبه من بيان، ليجدد وحدة الدولة بمؤسساتها والجهات التي تمثّلها على موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والوقوف خلف الجيش اللبناني وتطبيق القرار 1701، وتذكير المجتمع الدولي بالتزاماته، بالإشارة المعبّرة لبيان 26 تشرين الثاني 2024 للرئيسين الأميركي والفرنسي، وإعلان وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني 2024.

وفي هذا السياق، فإن أهمية الموقف اللبناني الموحّد ستؤدي إلى الآتي:

وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.

قطع الطريق على أي اجتهاد خاص من قبل أي طرف حول أي تصرّف أو سلوك مغاير لهذا السقف.

تزامنه مع استحقاقات إقليمية ودولية، بدءاً من القمة الروسية الأميركية في الرياض، مروراً بقمة القادة العرب في 20 شباط في الرياض لبحث الردّ على خطة ترامب، وصولاً إلى القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها القاهرة في 4 آذار المقبل.

وفق المعلومات، فإن وحدة الموقف اللبناني ستكون الأساس الذي يمكن البناء عليه في الاستحقاقات الخارجية، علماً أن حركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية لم تتوقّف، وستستمرّ مع الجهّات المعنية، لا سيما الراعيين الأميركي والفرنسي لوقف الأعمال العدائية. وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن باريس وواشنطن تؤكّدان القيام بالجهود الممكنة والضغوط لالتزام إسرائيل بمندرجات وقف الأعمال العدائية.

وبحسب معلومات “نداء الوطن”، فإن الجانب الفرنسي يزيد على منطق الضغوط، البحث عن أفكار جديدة للنقاط الخمس التي تحتفظ بها إسرائيل، من دون جواب شافٍ حتى الآن، علماً أن الجهات المعنية بالملف، تؤكّد أن لا قيمة بالمفهوم العسكري العملاني لهذه النقاط، وأن التقدير ينحو في اتجاه أن الموضوع محصور بجانبين: نفسي، لتمكين المستوطنين من العودة إلى شمال إسرائيل، وسياسي داخلي يتعلّق بعلاقة بنيامين نتنياهو مع حلفائه الحكوميين المتشددين.

وفيما يعتبر البعض أن احتفاظ الإسرائيلي بالتلال الخمس يشكل ذريعة لـ “حزب الله” لاستمرار عمله العسكري، تشير المعلومات في هذا السياق إلى أن “كلّ المعنيين باتوا مبلَّغين ومبلِّغين بأن الوسائل الدبلوماسية لها الأولوية، وقادرة على الوصول إلى نتيجة في المدى المنظور، وما عدا ذلك، يأتي في سياق المزايدات ولتحسين وضعٍ شارعيٍ معيّن”.

ووفق المعلومات أيضاً، فإن الاتصالات ستتكثّف في الأيام المقبلة مع لجنة المراقبة الدولية ومع الصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى