تحرّكات “الحزب” كشفت ما تنقله طائرات ايران

يحاول حزب الله من خلال تكرار اسلوب قطع الطرقات ومسيرات الدراجات النارية التي تهتف بشعارات مذهبية، في شوارع مختلفة من العاصمة والضواحي، والتركيز على قطع الطريق إلى مطار رفيق الحريري الدولي، كما حصل في الايام القليلة الماضية، بحجة الرد على التشدد الامني الرسمي بتفتيش الطائرات المدنية الايرانية، لمنع تهريب السلاح والاموال الايرانية النقدية للحزب، كما كانت تفعل أيام تسلط الحزب على مرافق الدولة اللبنانية، من دون حسيب او رقيب، او منع الرحلات الملتبسة للطائرات الايرانية، خشية تعرض المطار لاعتداءات إسرائيل واغلاقه أمام حركة الملاحة الدولية، تحقيق أكثر من هدف في هذا الظرف بالذات، أولها الرد على عملية انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية، وتسمية القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، بمعزل عن هيمنة الحزب المعهودة، بفرض رئيس يمثل خطه السياسي، كما رئيس الحكومة وتحديد تركيبة الحكومة وسياستها وتوجهاتها، ومحاولة جس نبض العهد الجديد من هذه الاساليب الفوضوية والضاغطة، وترقب ردات الفعل عليها، وكيفية التعاطي معها، والهدف الثاني محاولة شد عصب بيئة الحزب المتهالكة، جراء الضربات الموجعة التي تلقاها الحزب من قبل إسرائيل طوال حرب المشاغلة او المساندة لقطاع غزّة، والخسارة الجسيمة التي لحقت به من كل النواحي، واعطاء انطباع ظاهري بأنه، مايزال متمكنا كما كان قبل الحرب وقادرا على اخذ المبادرة والتحكم بجانب كبير من اللعبة السياسية الداخلية، بالرغم من تبدل موازين القوى السياسية بالداخل اللبناني والمنطقة. والهدف الثالث والاهم، محاولة إعادة تعويض انكفائه عن المقاومة لإسرائيل جنوبا، واجباره على الموافقة على صفقة وقف اطلاق النار مع إسرائيل، بشروطها المتشددة والمذلة، والسعي من خلال اللجوء إلى هذه الاساليب الفوضوية الشعبوية، انه مايزال موجودا، بالرغم من كل ما اصابه من خسائر مدمرة. 

لم تنجح اساليب الحزب الملتوية للتهرب من مسؤولية الوقوف وراء تحريك هذه التظاهرات الفوضوية، تارة بالادعاء أنها من فعل عناصر فوضوية مشبوهة، وتارة اخرى بأنها ردة فعل عفوية على اجراءات السلطة احتجاجا على منع هبوط الطائرات الايرانية في مطار بيروت، لان الأدلة مكشوفة باعلام الحزب وراياته وهتافات المتظاهرين، واستهدافهم حتى مواكب قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان. 

اسهمت ردود فعل معظم القوى السياسية رفضها اسلوب قطع الطرق والتعدي على الممتلكات العامة وقوات الامم المتحدة، باضعاف حجج الحزب، وتجريد تحركه الفوضوي من عوامل القوة، واظهرته بأنه يتخبط في تحركاته منفردا وبلا حجج مقنعة.

باختصار، كشف حجم تحركات الحزب على هذه المستويات، أهمية ما تنقله الطائرات الايرانية المدنية في رحلاتها الى بيروت، من موارد مالية مهمة، مهربة بشكل غير شرعي، في إعادة العافية الى اوصال الحزب المقطعة، ومن خلال الاحتجاجات على منعها، حاول الحزب كبح جماح العهد والسلطة الجديدة، بفرض امر واقع جديد، بالشارع، لاعادة تعويم نفسه وقوته المتهالكة بالوهم والتسلط، أملاً بتكرار النماذج السابقة، باحياء صيغة استباحة الدولة اللبنانية من جديد هذه المرة ايضا، ولكن تصدي الجيش اللبناني والقوى الامنية بقرار سياسي واضح، لكل التجمعات الفوضوية، قطع الطريق على نيات الحزب المبيتة، واظهر ان هناك استحالة بإعادة احياء نماذج الفوضى المدمرة التي انتهجها الحزب بمسيرته خلال العقود الماضية. 

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى