أي أهمية استراتيجية للنقاط اللبنانية الخمس التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها؟
![](https://dailynewslb.com/wp-content/uploads/2025/02/957663.jpeg-780x470.webp)
كتب يوسف دياب في “الشرق الأوسط”: مع اقتراب موعد الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الحالي، لم يفكك الجيش الإسرائيلي حتى الآن معظم قواعده العسكرية في البلدات اللبنانية المحتلّة، ويمضي في تنفيذ التفجيرات في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الجيش الإسرائيلي أحرق منازل في بلدة كفركلا، كما أحرق عدداً من المنازل في محيط مستشفى ميس الجبل الحكومي ومنطقة الشنديبة شمال بلدة ميس الجبل، بموازاة إحراق منازل أخرى في حي المرج في حولا.
ونفذت مسيّرة إسرائيلية غارة استهدفت حي العقبة في أطراف بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل. وقد هرعت سيارات الإسعاف للمكان، إلا أنه لم يصب أحد بأذى، فيما حلقت الطائرات المسيّرة والاستطلاعية فوق المنطقة وعلى علو منخفض.
وحلق الطيران الإسرائيلي المسيّر على مستوى منخفض في أجواء-صيدا وشرقها. وتوغل الجيش الإسرائيلي في منطقة السلطاني جنوب شرقي بلدة يارون وقام بعملية تفخيخ.
أهمية النقاط الاستراتيجية
وتنوي إسرائيل البقاء في خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان، بذريعة مراقبة تحركات «حزب الله» في جنوب مجرى نهر الليطاني وشماله، وهي: تلّة الحمامص وتلة العويضة في القطاع الشرقي، وتلّة العزّية وجبل بلاط في القطاع الأوسط، وتلّة اللبونة في القطاع الغربي.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور حسن جوني، إن هذه التلال «تمثّل خطاً غير متصل يقع على امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة». ورأى أنه «لا تأثير استراتيجياً لهذه النقاط على مسألة مراقبة إسرائيل للبنان أو لسوريا من جهة الجولان».
وأوضح جوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التطور التكنولوجي أفقد المرتفعات الكثير من أهميتها الاستراتيجية بالبعد العسكري»، شارحاً: «باتت المسيّرة اليوم تستطيع أن تراقب من ارتفاع معيّن أدقّ التفاصيل والتحركات التي تجري على الأرض، وكأنها مرتفع استراتيجي شاهق». أما عن مسألة الاستفادة من هذه المرتفعات لضرب أي هدف عسكري تعده إسرائيل يهدد أمنها، فيلفت العميد جوني إلى أن «هذا الاستهداف بات متاحاً بواسطة الأسلحة المتطورة، والقنابل الذكية من على بُعد 100 كم، وبنسبة خطأ ما دون المتر الواحد».
ويؤكد جوني أن «إصرار إسرائيل على البقاء في النقاط الخمس المذكورة، له بُعدان، الأول معنوي يتصل برفع العلم الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، والثاني أنه يشيع جوّاً من الاطمئنان للمستوطنين المقيمين في المستعمرات الشمالية، بأن جيشكم موجود داخل لبنان ويراقب كلّ شيء، وقادر على أن يوفر لكم الأمن ولا خوف من أن تستيقظوا على 7 أكتوبر جديد من الجانب اللبناني»، لكنه شدد على أن «بقاء الجيش الإسرائيلي في أي تلّة لبنانية هو احتلال علني يستدعي التصدّي له».
الجيش مستعد للانتشار
وترفض الدولة اللبنانية بشكل قاطع احتفاظ إسرائيل بأي شبر من الأراضي اللبنانية، وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش اللبناني «ينسّق مع اللجنة الخماسية لاستكمال انتشاره في البلدات الجنوبية فور انسحاب قوات الاحتلال منها». وأوضح أن «قوات “اليونيفيل” على استعداد لتقديم المساعدة للجيش ومواكبته في عمليات الانتشار بما يضمن تطبيق القرار 1701». أما عن تداعيات احتفاظ قوات الاحتلال بمواقع عسكرية لها، فأشار المصدر الأمني إلى أن «القوات المسلّحة اللبنانية ستنفّذ القرار الذي يصدر عن الحكومة بهذا الشأن».
ترتيبات إقليمية
وعدّ العميد حسن جوني أن «تمسّك إسرائيل بالبقاء في نقاط لبنانية محددة، سيستدعي ترتيبات إقليمية ودولية للحفاظ على الاستقرار على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وأعتقد أن الدولة اللبنانية لن تقف مكتوفة اليدين، وستتحرّك لممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي لإجبار إسرائيل على الانسحاب، لأن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 يقتضي تنفيذه على الجانبين اللبناني والإسرائيلي».
وحول الخيارات التي قد تفرض على الدولة اللبنانية في حال استمرت إسرائيل باحتلال التلال والمرتفعات المذكورة، هل ذلك سيؤدي إلى استئناف الحرب ما بين «حزب الله» وإسرائيل؟، عبّر جوني عن اعتقاده بأن “حزب الله” ليس بوارد العودة إلى حرب واسعة مع إسرائيل، لكنّ ذلك قد يفتح الباب أمام مقاومات شعبيّة ضدّ الجنود الإسرائيليين الموجودين في لبنان، وهذا حقّ مكرّس بالمواثيق الدولية، وتضع اللبنانيين أمام خيار واحد هو تحرير أرضهم من هذا الاحتلال.