عضو بارز بالكونغرس يكشف “هدف” خطة ترامب

أكد عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري جو ويلسون، أن خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة تستهدف إخراج حركة “حماس” من المشهد، مشيراً إلى أن الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، مثل السعودية وتركيا، سيكون لهم دور في تقديم تصورات بديلة لهذه الخطة.

وفي مقابلة مع “الحرة”، تطرق ويلسون إلى موقف واشنطن من المساعدات المقدمة لكل من مصر والأردن، مشدداً على أن قطعها غير وارد، رغم تصريحات ترامب السابقة بأن الدولتين تحصلان على مليارات الدولارات من الولايات المتحدة. كما تناول التطورات في سوريا والعراق ولبنان، معتبراً أن إيران تمثل التهديد الأساسي لاستقرار المنطقة من خلال دعمها لوكلائها، مثل “حماس” و”حزب الله” و”الحوثيين”.

قال ويلسون، الذي يرأس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية المعنية بالشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، إن خطة ترامب بشأن غزة ما زالت في طور التفاوض، مضيفاً: “نعلم أن الرئيس صانع صفقات بارع، وخطته تهدف إلى إنهاء سيطرة الإرهابيين – في إشارة إلى حماس – على غزة، بعدما تسببوا في معاناة شعبها والمنطقة بأسرها”.
وأكد أنه ناقش المسألة مع السفيرة السعودية لدى واشنطن، وأن الرياض ستقدم رؤيتها لكيفية التعامل مع الوضع، مشيراً أيضاً إلى أهمية الدور التركي في أي ترتيبات مستقبلية، نظراً لكونها حليفاً في الناتو منذ أكثر من 70 عاماً.

وحول تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الرافضة لفكرة توطين الفلسطينيين من غزة في أراضيهما، قال ويلسون: “لا أعتقد أن قطع المساعدات سيكون ضرورياً، فنحن في مرحلة تفاوض، وترامب يجيد هذه العملية”. وأكد أن مصر والأردن حليفان رئيسيان للولايات المتحدة، وأن أي قرار بشأن المساعدات سيتم اتخاذه بناءً على المصالح المشتركة.

فيما يتعلق بمهلة السبت التي حددها ترامب لحماس من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن، قال ويلسون إن “الأمر متروك لحماس نفسها، وإذا لم تمتثل، فمن المرجح أن يتم إلغاء وقف إطلاق النار”. وأوضح أن الإدارة الأميركية تتعامل مع القضية بجدية، مشيراً إلى أن هناك 6 أو 7 أميركيين من بين الرهائن، وربما يكون بعضهم قد أُعدم بالفعل.
وأشار إلى أن “النظام في طهران هو الذي يدير وكلاءه في المنطقة، مثل حماس وحزب الله والحوثيين، وهو ما يجعل إيران التهديد الأكبر لاستقرار الشرق الأوسط”. وأكد أن ترامب ملتزم بسياسة “الضغط الأقصى” على طهران، وهو ما بدأ تنفيذه بالفعل عبر قراراته الأخيرة.

وحول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، قال ويلسون: “الاتفاق السابق الذي أبرمه الرئيس الأسبق باراك أوباما كان غير قابل للتحقق. إذا تم توقيع اتفاق جديد، فيجب أن يكون هناك نظام صارم للتفتيش”. وأضاف أن “ترامب لن يكرر أخطاء الماضي، وسيشترط وجود مفتشين أميركيين لضمان عدم تطوير طهران لقدرات نووية، لأن امتلاك إيران للسلاح النووي لا يهدد إسرائيل فقط، بل يشكل خطراً على السعودية وتركيا ودول الخليج كافة”.
وعن الوضع في تونس، وجّه ويلسون انتقادات حادة للرئيس التونسي قيس سعيد، واصفاً إياه بـ”الدكتاتور”، ومعتبراً أن البلاد كانت نموذجاً للديمقراطية في 2011، لكنها شهدت تراجعاً كبيراً منذ 2019. وقال: “ما دفعني لاتخاذ هذا الموقف هو اعتقال رئيس الوزراء السابق ورئيس البرلمان، إضافة إلى الاعتقالات التعسفية بحق الصحافيين”.

ورداً على اتهامات سعيد بأن الولايات المتحدة تتدخل في شؤون بلاده، قال ويلسون: “نحن ندعم الديمقراطية والانتخابات الحرة، ونريد أن يحكم التونسيون بلادهم بأنفسهم، وليس أن يكونوا تابعين لقوى خارجية مثل الصين وروسيا وإيران”.
وفيما يتعلق بالدور الأوروبي في دعم الديمقراطية في شمال أفريقيا، أكد ويلسون أهمية التعاون بين واشنطن وبروكسل لتعزيز الاستقرار، مشيراً إلى نجاح الاتحاد الأوروبي في دمج دول أوروبا الشرقية في المنظومة الديمقراطية بعد الحرب الباردة. وأضاف: “ما قام به حلف الناتو، وما شهدناه من انضمام فنلندا والسويد، يظهر مدى أهمية الشراكة عبر الأطلسي في مواجهة التحديات العالمية”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى