تقرير لـ”The Spectator”: كيف حققت حماس النصر على إسرائيل؟

ذكرت صحيفة “The Spectator” البريطانية أن “السؤال الذي يواجه إسرائيل الآن هو: هل ستُستأنف الحرب في غزة؟ في الحقيقة، تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار قبل أقل من شهر، ولكن يبدو بالفعل أن الاتفاق ليس مبنياً على أرض صلبة. لم تكتمل المرحلة الأولى من الصفقة بعد، وقد تم إطلاق سراح ست عشرة من أصل 33 رهينة إسرائيلية كان من المقرر إطلاق سراحهم في هذه المرحلة، وكذلك 656 من أصل 2000 سجين فلسطيني”.
وبحسب الصحيفة، “أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه للتخلي عن تنفيذ الصفقة على مراحل، وطالب بإطلاق سراح جميع الرهائن بحلول ظهر يوم السبت، وليس فقط أولئك المقرر إطلاق سراحهم في نهاية الأسبوع. وفي الوقت عينه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وقف إطلاق النار سينتهي إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن، لكنه لم يردد دعوة ترامب للإفراج عن كل رهينة على الفور وقال: “إذا لم تعد حماس رهائننا بحلول ظهر يوم السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس تمامًا”. وبصرف النظر عن هذه التفاصيل، فإن الحقيقة هي أن الاتفاق، في صورته الحالية، يؤدي إلى نتيجة غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة لإسرائيل وهي بقاء نظام حماس في غزة. وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، ستنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة، وسوف يكون هناك وقف طويل الأمد لإطلاق النار”.
وتابعت الصحيفة، “عند هذه النقطة، إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسوف يتبين أن نظام حماس في غزة نجا من رد إسرائيل على مجازر السابع من تشرين الأول. وعندئذ سوف تبدأ الرواية التالية: سوف تزعم حماس أن أحداث الأشهر الثمانية عشر الماضية تظهر الطريق إلى الأمام في المعركة ضد إسرائيل، فإذا كنت تريد أن تضرب الدولة اليهودية وتمنعها من الرد الفعال، فكل ما عليك فعله هو التأكد من أسر بعض الرهائن الإسرائيليين. يبدو من الواضح إلى حد كبير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، في حين يريد تأمين حرية أكبر عدد ممكن من الرهائن، يعتبر أن هذه النتيجة للحرب سوف تشكل خطراً مميتاً على أمن إسرائيل في المستقبل، وربما على بقائها في الأمد البعيد. ونتيجة لهذا، يبدو أنه متردد في المضي قدماً على هذا الطريق، وربما يفضل استئناف القتال بدلاً من الرضوخ لبقاء حكم حماس في غزة”.
وأضافت الصحيفة، “في حين كانت إسرائيل تميل إلى التأكيد على التهديدات الإقليمية التي تواجه أمنها في السنوات الأخيرة، فإن التحدي الأساسي الذي تواجهه، كما تجلى في السابع من تشرين الأول، أقرب إلى الوطن. فهناك بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط مجموعتان سكانيتان متساويتان تقريباً في الحجم، إحداهما إسرائيلية يهودية، والأخرى فلسطينية عربية مسلمة. والفئة الأخيرة، كما تؤكد كل السجلات الانتخابية واستطلاعات الرأي، تفضل الإسلام السياسي باعتباره الشكل المفضل للحكم. ويرفض الإسلام السياسي، في شكليه السني والشيعي، إمكانية استمرار سيادة الشعب الإسرائيلي اليهودي، وهو منخرط بنشاط في الجهود الرامية إلى تقويض وتآكل وتدمير السيادة اليهودية في المنطقة في نهاية المطاف. لقد بدأت حرب غزة 2023-2024 بأسوأ مذبحة لليهود منذ الهولوكوست، وإذا انتهت ببقاء السلطة التي أمرت بهذه المذبحة ونفذتها، فإن هذه السلطة والفكرة التي تمثلها سوف تتعزز بشكل لا يقاس”.
وختمت الصحيفة، “إذا تمكنت حماس في غزة من تأمين بقائها من خلال أخذ الرهائن ومبادلتهم باستمرار حكمها، فسوف تتمكن بحق من إعلان النصر في حربها الأخيرة مع إسرائيل، وسوف تشكل أفعالها في السابع من تشرين الأول وما تلاه نموذجاً للجيل المقبل من الجهاديين”.