تخوّف من شباط وآذار… وماذا لو لم تنسحب إسرائيل؟

يتوقع لبنان الرسمي والشعبي ألّا يطول بقاء القوات إلاسرائيلية في الأراضي الجنوبية الى ما بعد الثامن عشر من شهر شباط قبل ان تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حسم الموقف والضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل والانتقال الى المرحلة الثانية من اتفاق وقف الاعمال العدائية .وهي تثبيت الحدود البرية لانه اذا ما بقيت في الأراضي اللبنانية فقد يتدرج الوضع باتجاه العودة الى القتال والحرب مجددا وهذا ما لا تريده واشنطن ولبنان بالذات الذي التزم كليا ببنود الاتفاق. ما يعد ورقة قوة بيده سيما وان اميركا هي الراعية للتسوية ما بين بيروت وتل ابيب.

وبحسب المعلومات ان إسرائيل ترمي من خلال احتفاظها بجزء من الأراضي والمرتفعات اللبنانية في القطاع الشرقي كورقة ضغط تستعملها في مباحثات تثبيت الحدود مع لبنان لانه وفي المقترحات التي حملها الموفدون الأجانب الى لبنان ومنهم الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين مثل هذا الاقتراح. ومفاده ان هناك نقاطا استراتيجية تريد إسرائيل الاحتفاظ بها مقابل تسهيلات جغرافية او تنازلات تقدمها على الحدود الشرقية. وهو أمر خطير كونه يحدث تغييرا في النقاط البرية المرسمة المؤكد عليها في اتفاق الهدنة العام 1949من شأنه ان ينسحب على مسألة ترسيم الحدود البرية مع سوريا انطلاقاً من ثلاثية لبنان سوريا وفلسطين المحتلة.

جدير ان المسألة ليست لدى الجانب اللبناني بل لدى الضامن الأميركي. وما لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل قد نكون امام مشهدية مماثلة لعودة العمل المقاوم المتنوع غير المحصور بجهة محددة . وبالتالي إعطاء شرعية للمقاومة ونشاطها العسكري والمسلح داخل الأراضي اللبنانية.

رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات العميد ركن المتقاعد هشام جابر يتخوف عبر “المركزية” الا تنسحب إسرائيل من لبنان بعد الثامن عشر من شهر شباط الموعد الجديد لانتهاء الهدنة الذي تم التوصل اليه بوساطة أميركية. وان تعمل إسرائيل اما الى تمديد بقائها في بعض مناطق ومرتفعات القطاعين الأوسط والشرقي او ان تبقى فيهما بالقوة. اما الرهان على المساعدة الأميركية في الضغط عليها للانسحاب وفق الاتفاق فذلك لا يعول عليه اطلاقا كون الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب اخر همها ما يجري في الشرق الأوسط ككل . شرطها الوحيد عدم اللجوء الى الحرب ولا بأس ان تبقى البؤر قائمة في المنطقة وبها مشغولة.

اما بالنسبة الى استكمال احتفاظها بالمرتفعات لاستعمالها كورقة ضغط في عملية تثبيت الحدود الجنوبية ولحمل لبنان على الترسيم مجدداً كما فعلت في عملية الترسيم البحري، لا اعتقد ان العهد اللبناني الجديد سيسمح بتمرير مثل هذا الفخ التنازلي بل سيتمسك بتثبيت الحدود وفق اتفاقية رودوس والخرائط العديدة التي يمتلكها لبنان ولدى الأمم المتحدة. واذا ما كانت تل ابيب تحاول مقايضة احتفاظها بالتلال كالعويضة والحمامص مقابل التنازل عن بعض المساحات مع القطاع الشرقي وما شابها، من البديهي ان يلجأ لبنان عندها الى المطالبة بالقرى السبع التي احتلتها فهي تكون بذلك تعطي مما لا تملك من الحدود الشرقية.

ويختم متخوفاً من أن تنشأ بعد شهر آذار، في حال لم تنسحب اسرائيل نهائيا من الجنوب، أفواج من المقاومة تستهدف قواتها على الأراضي اللبنانية وبذلك تعيد لتضفي الشرعية على عمل المقاومة الإسلامية.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى