الصين ترفض تقرير الـ”CIA”: تحليلهم حول كورونا له دوافع سياسية
رفضت السلطات الصينية التكهنات الواردة في تقرير وكالة المخابرات الأميركية حول أصل فيروس كورونا، واصفة إياها بأنها غير مفيدة ومدفوعة بدوافع سياسية.
وفي تصريح له اليوم الإثنين، أكد متحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة، ليو بينجيو، أن تقرير وكالة المخابرات المركزية الأميركية لا يتمتع بالمصداقية.
وأضاف المتحدث قائلاً: “نحن نعارض بشدة تسييس أصل الفيروس، وندعو الجميع إلى احترام العلم وتجنب الترويج لنظريات المؤامرة”.
ورغم مرور أكثر من أربع سنوات على انتشار جائحة كورونا، لا يزال لغز أصل الفيروس يشغل اهتمام العالم، وسط تباين النظريات بين انتقال الفيروس من الحيوان وتسربه من مختبر ووهان في الصين.
وكانت وكالة المخابرات المركزية الأميركية قد نشرت، في تقريرها الأخير الصادر يوم السبت الماضي، استنتاجاً يفيد بأن الفيروس المسؤول عن الجائحة قد تسرب على الأرجح من مختبر، مشيرةً إلى الصين كمرتكبة محتملة. ورغم ذلك، اعترفت الوكالة بأن “ثقتها منخفضة” في هذا الاستنتاج.
الجدير بالذكر أن التقرير تم إعداده بناءً على طلب إدارة الرئيس الأميركي السابق بايدن ومدير وكالة المخابرات المركزية السابق، ويليام بيرنز، رغم أن السرية لم ترفع عنه إلا في الأيام الأخيرة بناءً على أوامر من جون راتكليف، الذي اختاره الرئيس الأميركي الأسبق ترامب لقيادة الوكالة.
أشار التقرير إلى أن الوكالة تعتقد أن مجموع الأدلة يجعل فرضية تسرب الفيروس من مختبر أكثر احتمالاً من أن يكون له أصل طبيعي. ومع ذلك، تم تحديد درجة منخفضة من الثقة في هذا الاستنتاج، مما يشير إلى أن الأدلة المتاحة غير حاسمة أو ناقصة أو متناقضة.
بدلاً من تقديم أدلة جديدة، استند الاستنتاج إلى تحليلات جديدة للمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بانتشار الفيروس وخصائصه العلمية، بالإضافة إلى ظروف عمل مختبرات الفيروسات في الصين.
وفي الوقت الذي لا يزال أصل الفيروس غير معروف، يعتقد العلماء أن الفرضية الأكثر ترجيحًا هي أن الفيروس انتقل أولاً من الخفافيش إلى نوع آخر من الحيوانات مثل كلاب الراكون أو فئران الخيزران، قبل أن يصيب البشر الذين كانوا على اتصال بهذه الحيوانات أو يذبحونها في سوق ووهان، حيث ظهرت أولى الحالات البشرية في أواخر نوفمبر 2019.
من جهة أخرى، طرحت بعض التحقيقات الرسمية فرضية تسرب الفيروس من مختبر في ووهان. ففي تقرير صادر عن وزارة الطاقة قبل عامين، خلص إلى أن التسرب من مختبر هو الأصل الأكثر ترجيحاً، على الرغم من أن التقرير أبدى أيضاً “ثقة منخفضة” في هذا الاستنتاج.
وفي نفس العام، صرح كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأن وكالته تعتقد أن الفيروس “على الأرجح” تسرب من مختبر.
ورغم تزايد التحقيقات، لا يزال هناك انقسام حول هذا الموضوع، في وقت تستمر فيه السلطات الصينية في رفض التعاون مع التحقيقات الدولية، مما يعزز غموض هذه القضية.