إرادة العودة إلى الحياة تتحدى المحظورات

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
ينتظر مختار بلدة عيتا الشعب ماجد طحيني كما الكثير من أبنائها، الأحد المقبل بفارغ الصبر، سيتوجه أبناء البلدة عبر موكب كبير نحو البلدة. قد تكون عيتا الشعب من أكثر البلدات دماراً، أو كما يقول طحيني لم يبق منها شيء، ومع ذلك سيزحف أبناؤها نحوها، محملين ببيوت جاهزة وخيم ومياه وطعام.

يعرب طحيني عن حزنه جراء تدمير “محمية عيتا الشعب” التي تمتد على مساحة 4 كلم مربع وتضم أشجار الصنوبر، السنديان، الملّول، الغار، البطم، الزيتون، والكرمة. هذه الأحراج تشكّل رئة عيتا الاقتصادية وتُعدّ مصدراً أساسياً للزيت وصابون الغار في السوق المحلية، ويقدّر إنتاجها السنوي من الزيت بنحو 150 ألف دولار، والصابون بـ150 ألف دولار.

قبالة “تلة العويضة” المشرفة على بلدة يحمر الشقيف، يقف علي عليق، يراقب انتهاك الجيش الإسرائيلي بلدة الطيبة ودير سريان، ويقول:” منع الجيش الإسرائيلي أهالي يحمر كما أرنون من العودة، إلى موقع يحمر الاستراتيجي المطل على قرى الحافة الأمامية والذي يشرف على مستعمرة مسكاف عام”.

في الطريق نحو أرنون ويحمر، وحده الدمار يطالعك وصور الشهداء، تكاد تكون حركة السير خجولة نسبياً، في ساحة بلدة أرنون وسط الدمار، محال فتحت أبوابها، 50 في المئة من أبنائها تحدوا قرار منعهم من العودة، ينتظر رئيس بلديتها فواز قاطباي كما أبناء البلدة الأحد المقبل بشوق للعودة.

يجهل قاطباي سبب إدراج أرنون ضمن دائرة القرى المحظورة، فهي تقع شمال نهر الليطاني، ما دفعه إلى إجراء سلسلة اتصالات علّه يستشف الجواب ولكن من دون جدوى.

في يحمر حيث الدمار أكبر، عاد بعض أبنائها إليها، وأعادوا فتح مصالحهم. يتفقد أبو حسن عليق منزله المدمر، تحدى مثل عدد من أبناء البلدة الحظر ويقول “البلدة تفتقد لأدنى مقومات الحياة، ومع ذلك عدنا، لا نريد أن نترك أرضنا”.

لا تهدأ أصوات التفجيرات المنبعثة من وادي السلوي وقرى القطاع الأوسط وتحديداً بني حيَان وطلوسة والقنطرة، لم يدخل الجيش اللبناني إلى هذه البلدات بعد، أهاليها سيعودون الأحد المقبل كما يشير رئيس بلدية القنطرة ويقول “ننتظر بسط سلطة الدولة ونشدد على ضرورة تحملها المسؤولية.

كل مؤشرات العودة مرهونة بأمرين، الأول سماح الجيش اللبناني للأهالي بدخول القرى والثاني انسحاب الجيش الإسرائيلي وهذا ما لن يحصل بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم استكمال الانسحاب من جنوب لبنان بحلول مهلة الـ 60 يوماً المحددة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى