صحيفة: مخاوف من تجدد الحرب في لبنان!
تنتهي الأحد المقبل مهلة الـ 60 يومًا لسحب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو نفس اليوم الذي من المقرر أن يشهد عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بتفكيك بنيته التحتية في محور نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى نصفين.
وتخطط إسرائيل لعودة أكثر من مليون فلسطيني إلى شمال غزة من جنوبها، كما يتوقع أن يتولى مسؤولون تابعون للسلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، وهي مسألة تثير جدلاً كبيرًا بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفقًا لصحيفة “جيروزاليم بوست”.
ومن المقرر أيضًا أن تبدأ مفاوضات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، في الثالث من شباط المقبل، حول جعل وقف إطلاق النار الحالي، الذي استمر 42 يومًا، دائمًا، وتحديد الشكل الذي سيكون عليه الوضع في غزة بعد الحرب.
وبحسب الصحيفة، فإن “كل هذا قد ينفجر في لحظة، وقد تعود الحرب إلى إحدى الجبهتين أو كلتيهما فجأة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي يحاول تمديد بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في بعض أجزاء جنوب لبنان أو استكمال الانسحاب، مشيرة إلى أن “أنباء تسربت من مسؤول إسرائيلي تفيد بأنه على الأقل لن يكون هناك انسحاب كامل يوم الأحد نفسه، لكن هذا يترك مجالًا واسعًا للتفسير”.
وأضافت الصحيفة أن “نتنياهو طلب دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بحوالي 5 مواقع للجيش الإسرائيلي في لبنان، وطلب الجيش نفسه تمديد البقاء 30 يومًا أخرى لضمان تدمير أسلحة حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بينما كانت هناك مقاومة من ترامب”.
وأوضحت الصحيفة أن “من الناحية النظرية، قد لا يهتم ترامب كثيرًا إذا تجاوزت إسرائيل الاتفاق إلى حد ما، لكن إذا أدى ذلك إلى إطلاق حزب الله للصواريخ وتجدد الحرب على الحدود الشمالية، فمن المحتمل أن يغضب ترامب من نتنياهو”.
وأضافت الصحيفة أن “جميع الأطراف، الحكومة الإسرائيلية والحكومة اللبنانية وحزب الله، يحاولون صياغة شروط الوضع الذي سيسود بعد الحرب داخل لبنان وعلى الحدود، مما يجعل جميع الخيارات مفتوحة”.
وتساءلت الصحيفة: “هل يستطيع الجيش الإسرائيلي فعلاً منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان؟ وهل سيعود الحزب بشكل تدريجي وبطرق مختلفة للعمل في جنوب لبنان؟ إلى أي مدى سيذهب الجيش الإسرائيلي في الهجوم المحتمل من الجو؟”.
وأوضحت الصحيفة أن “جميع هذه الأسئلة، بالإضافة إلى الجهود الإسرائيلية لإقناع ترامب بأنها تستطيع الاحتفاظ بموطئ قدم أطول في لبنان، هي السبب وراء بدء إسرائيل في إصدار بيان صحافي تلو الآخر، بما في ذلك يوم الخميس، حول العثور على أسلحة جديدة لحزب الله على الحدود”.
كما تساءلت الصحيفة: “بمجرد عودة مليون فلسطيني إلى شمال غزة، من سيدير حياتهم إن لم تكن حماس؟ وهل من الممكن أن تهدد إسرائيل بالعودة إلى الحرب مع عودة هذا العدد الكبير من المدنيين بعد 15 شهرًا فقط؟”. وأضافت: “إذا تمكنت السلطة الفلسطينية من الحصول على موطئ قدم على معبر رفح، فكيف ستتمكن إسرائيل من منعها من توسيع نفوذها في غزة إذا توصلت إلى اتفاق مع حماس؟”.
وأشار المتحدث باسم نتنياهو إلى أن “وحدة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية ستشرف على النقل الفعلي للمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح”، لكن تساءلت الصحيفة: “هل سيمنع ذلك السلطة الفلسطينية من الحصول على موطئ قدم؟”.
وفي الوقت نفسه، أصر نتنياهو على أن “الجيش سيعود إلى الحرب في اليوم الثاني والأربعين ولن ينسحب من محور فيلادلفيا، ويريد أيضًا استعادة الرهائن الثلاثين المتبقين لدى حماس”.
وتابعت الصحيفة: “ماذا سيفعل نتنياهو عندما يوضح له ترامب أنه لا يريد إعادة إشعال الحرب؟ وإذا رفضت حماس إعادة الرهائن المتبقين، هل سيقاوم نتنياهو غضب عائلات الرهائن؟”. كما تساءلت: “هل سيعود نتنياهو إلى الحرب في غزة إذا هدده بتسلئيل سموتريتش بإسقاط حكومته إذا لم يفعل ذلك؟”.
وقالت الصحيفة إن “كل هذه الأسئلة قد تؤدي إلى أيام وأسابيع متفجرة في المستقبل، حيث تعود العديد من الأسئلة المصيرية التي أرجأ نتنياهو الإجابة عنها لمدة 15 شهرًا لتطارده أخيرًا”.