عودة أبناء قرى مرجعيون تنتظر الضوء الأخضر من الجيش

كتب روجيه نهرا في “نداء الوطن”:
بفارغ الصبر، ينتظر أبناء القرى الحدودية في قضاء مرجعيون التي ما زالت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ولا سيما في بلدات ميس الجبل، العديسة وكفركلا، يوم السابع والعشرين من الجاري تاريخ انسحاب إسرائيل وفق اتفاق وقف إطلاق النار.

يتحضّر أهالي بلدات ميس وحولا ومركبا والعديسة وكفركلا وصولاً إلى بلدة الوزاني، للعودة إلى قراهم المدمّرة في حال دخول الجيش اللبناني وانتشاره فيها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.

تترافق هذه الفرحة مع حالة من القلق والحذر والخوف لدى الأهالي تحسّباً لأي خطوة إسرائيلية معاكسة، تؤدّي إلى إحباط عزيمتهم على العودة إلى منازلهم المدمّرة تحضيراً لإعادة بنائها.

“نداء الوطن” اطّلعت على أوضاع تلك البلدات، يبلغ عدد الأبنية في ميس الجبل حوالى 3 آلاف، دمّرت القوات الإسرائيلية نحو 1200 منها، في حين أنّ الأبنية التي تحتاج إلى ترميم وتأهيل تقارب الـ 1800مبنى.

يشير رئيس بلديتها عبد المنعم شقير إلى أنّه “حتى يومنا يستمرّ الجيش الإسرائيلي بالقصف والتدمير وتفخيخ المنازل، سقط على ميس الجبل أكثر من 5 آلاف قذيفة ثقيلة وانشطارية وفوسفورية، وأكثر من 500 غارة جوية، كما سقط من خلال هذه الاعتداءات أكثر من 125 ضحية من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وتم تدمير أحياء سكنية بالكامل ومنها ما هو أثريّ، إضافة إلى ذلك، تم تدمير الإدارات الرسمية والسراي الحكومي، وتدمير جزئي لمركز قوى الأمن الداخلي، وكذلك مركز النفوس، والدفاع المدني ومركز البلدية. كما قُصف “مستشفى ميس الجبل الحكومي” الذي يستفيد منه أكثر من 23 بلدة وقرية، وكذلك مركز الخدمات الاجتماعية، ومراكز الهيئات الإسعافية والصحيّة والتربوية كثانوية “المربي محمد فلحة الرسمية” التي تتسع لمئات الطلاب، ومعهد “ميس الجبل الفني”، والحوزة العلمية في ميس الجبل التي دُمّرت بالكامل”.

ويلفت شقير إلى أن “القطاع البيئي والزراعي تعرض لخسائر فادحة، ومنها معمل فرز النفايات، الخيم الزراعية، أشجار الزيتون المعمّرة بعضها حُرق واقتلع وسُرق. بالنسبة إلى مزارعي الدخان والقمح فقد حرموا من موسمين متتاليين. كذلك كان للقنابل الفوسفورية أثراً سلبيّاً على المياه الجوفية والآبار الأرتوازية والمنزلية، إضافة إلى أضرار في الثروة الحيوانية من مواشٍ ومزارع الدواجن والنحل”.

ويسأل رئيس البلدية: “كيف سنعيد الحياة لأهلنا وتأمين حياة أفضل لهم أمام هذه النكبة. أسئلة عديدة تطرح لكن لا جواب لها إلا عند الوزارات والمؤسسات الحكومية المختصة والدول المانحة والمساهمة في إعادة الإعمار”.

ويكشف أنّ “لدى البلدية خطة عمل تعتمدها فور العودة إلى البلدة، حيث يقوم مهندسو وأصحاب الاختصاص وفرق الصيانة، بالكشف الميداني وفتح الطرقات العامة والفرعية ورفع الأنقاض وصيانة شبكات الكهرباء والمياه وإنارة عدد من الشوارع على الطاقة الشمسية، وصيانة وتشغيل وشبكات الاتصال وترميم وصيانة المستشفى الحكومي والمؤسسات التربوية والحكومية، وذلك بالتعاون مع المؤسسات والوزارات المختصة”.

من جهّته، يقول رئيس بلدية العديسة علي رمال: “ننتظر بفارغ الصبر يوم 27 من الجاري لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لبلدتنا. بعد الحرب الهمجية على لبنان ولا سيما بلدتنا العديسة التي عانت طويلاً منذ معركة “طوفان الأقصى”، حيث دمّرت بنسبة 80 في المئة، ننتظر اتصالاً من قيادة الجيش اللبناني لندخلها آمنين، حيث سيتم تشكيل خلية طوارئ مهمتها مواكبة الأهالي وإدارة شؤون البلدة، وتشكيل لجان لتنفيذ كل ما هو مطلوب لإعادة الإعمار بمساعدة الدول العربية عبر الدولة اللبنانية ممثلة بمجلس الجنوب”. ويضيف: “لا يمكن إحصاء الخسائر المادية التي لحقت بممتلكات الأهالي، بسبب وجود العدو في بعض الأماكن حتى الآن”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى